جهود حثيثة لإخماد الحرائق في جنوب وجبل لبنان

موجة من الحرائق يشهدها لبنان، وطوافات الجيش تتدخل، ووزيرة البيئة تقول "أحرق العدو ما يزيد عن 8700 هكتاراً  من الأراضي الزراعية والحرجية، والبارحة أيضاً استكمل الجريمة البيئية عبر إلقاء أجسام حارقة في العديد من الأحراج ما زاد من حجم الكارثة".

  • حرائق واسعة في جنوب وجبل لبنان
    خرجت النيران عن السيطرة ليلاً  (الصورة: وسائل التواصل)

شهد لبنان حرائق موجة من الحرائق هددت السكان في منازلهم وقضت على مساحات حرجية وغابات في الجنوب اللبناني وجبل لبنان وغيرها.

ففي منطقتي الجرمق والريحان جنوب لبنان اندلعت حرائق ، بفعل الغارات الإسرائيلية المعادية، في وقتٍ واجهت فيه فرق  الإطفاء في الدفاع المدني صعوباتٍ في الوصل إلى مناطق اندلاع النيران، بسبب وعورة المسالك في المنطقة.

وليلاً، خرجت النيران عن السيطرة عقب أجسام حارقة ألقتها طائرات الاحتلال بين الجرمق والمحمودية والعيشية وخلية خازم في جبل الريحان.

وعلّقت وزير البيئة اللبنانية تمارا الزين على الحرائق بقولها "أحرق العدو ما يزيد عن 8700 هكتاراً  من الأراضي الزراعية والحرجية، والبارحة أيضاً استكمل الجريمة البيئية عبر إلقاء أجسام حارقة في العديد من الأحراج ما زاد من حجم الكارثة".

وصباحاً،  تمكنت فرق الاطفاء في الدفاع المدني من إخماد حريقين في منطقة جزين جنوباً، الأول في "أنان" قضى على مساحات من الخيم ونبتات زراعية والثاني في محيط الحمصية طال عدداً من أشجار الصنوبر.

وتجدد الحريق في جزين الذي قضى على عدد كبير من اشجار الصنوبر وقد عملت سيارات الدفاع المدني بـمعاونة عناصر من الجيش على حصرها ، وامتدت النيران في اتجاه احراج بكاسين وعراي وعملت طوافات الجيش على إطفائها

حرائق في جبل لبنان: مناشدات وجهود محلية

وشهد خراج بلدات المطلة والجليلية وتلة حصروت والزعرورية في إقليم الخروب – قضاء الشوف في جبل لبنان،  انتشاراً واسعاً للنيران، نتيجة اشتداد حركة الرياح، وسط مناشدات متواصلة للسكان لاتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر وحماية منازلهم من النيران.

وشاركت في عمليات إخماد الحريق، مراكز الدفاع المدني من مختلف المناطق، التي وصلت إلى المكان مع آلياتها للمساعدة في تطويق النيران والسيطرة على انتشارها.

وكانت بلدية وأهالي الزعرورية، ناشدوا فرق الإطفاء والجيش التدخل لإخماد النيران التي وصلت إلى حيّ العريض في البلدة، المقابل لبلدتي المطلة والجليلية.

وكانت غابات بلدة شحيم في جبل لبنان قد شهدت أيضاً حرائق ضخمة منذ ساعات النهار، عملت فرق الإطفاء على تطويقها ومنع تمددها بعدما لامست النيران المنازل.

مناشدات لإرسال طوافات 

وتسببت الحرائق الكثيفة في إقفال بعض الطرق وإعادة الطلاب إلى منازلهم في جبل لبنان خشية خروج النيران عن السيطرة، فيما بدت الأشجار المتفحمة في ظل تراجع قدراته اللوجستية لمواجهة الكوارث البيئية.

وناشد رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي المهندس ماجد ترو ورئيس بلدية شحيم المهندس طارق شعبان، "قيادة الجيش إرسال المزيد من الطوافات لإخماد الحريق المندلع منذ الصباح في أحراج بلدتي شحيم وداريا، وبات يهدد المنازل وأصحابها".

الدفاع المدني يجدد الدعوة إلى توخي الحذر 

وقد عمل العناصر، مستخدمين آليات الإطفاء والوسائل اليدوية، على تطويق النيران ومنع امتدادها إلى المنازل والأراضي الزراعية، إلى أن تم السيطرة عليها بالكامل، فيما دخلت جميع هذه الحرائق مرحلة التبريد لضمان عدم تجددها.
من جهتها، جدّدت المديرية العامة للدفاع المدني دعوتها للمواطنين إلى توخي أقصى درجات الحذر، وتجنب إشعال النيران في الأعشاب أو بالقرب من الأحراج، والتبليغ فوراً عن أي حريق.

وزيرة البيئة: "لا حرائق دون تدخّل بشري"

وفي سياقٍ متصل، كتبت وزير البيئة تمارا الزين على صفحتها "في موضوع الحرائق التي فتكت في العديد من المناطق اللبنانية، بعض الوقائع:
"لا حرائق تنشب دون تدخّل بشري، سواء متعمّد او غير متعمّد. منذ مدّة إدّعينا بعد حريق القبيات (شمال لبنان) وننتظر نتائج التحقيق.وفي إطلاق الحملة الوطنية "ما تلعب بالنار" أكدنا على ان العوامل الطبيعية كالجفاف والرياح تساهم في انتشار الحرائق ولكن نقطة الانطلاق تبقى بفعلٍ بشريّ".

و"في جنوب لبنان تحديداً، أحرق العدو ما يزيد عن 8700 هكتاراً  من الأراضي الزراعية والحرجية، والبارحة أيضاً استكمل الجريمة البيئية عبر إلقاء أجسام حارقة في العديد من الأحراج ما زاد من حجم الكارثة".

وأضافت "للأسف ورغم تكرارنا منذ بداية العدوان لما نشهده من إبادة بيئية على أيدي العدو، لم نجد من يرفع الصوت معنا إلا ثلة صادقة من الفاعلين في النشاط البيئي وذلك لأسباب نعرفها جميعاً".

وشددت على "دعم الدفاع المدني ضرورة قصوى على كافة المستويات من موارد بشرية ومعدات وتجهيزات، فهم دوماً في الخط الأول للاستجابة وباللحم الحي. فحتى في الدول الاكثر تجهيزاً وتطوراً في هذا المجال، يحصل أن تعجز فرق التدخل في الحد سريعاً من النيران، تماما كما حصل في كاليفورنيا وإيطاليا وفرنسا".

اخترنا لك