غاز "الميثان" خطر خفي يهدد كوكبنا!

بينما يختفي غاز "الميثان" من الغلاف الجوي بعد حوالى 12 عاماً، قد يستغرق الأمر مئات السنين بالنسبة لثاني أكسيد الكربون. ومع ذلك، يظل "الميثان" أكثر ضرراً مناخياً على كوكبنا بثلاثين مرة من ثاني أكسيد الكربون.

  • يبقى في الغلاف الجوي مئات السنين.. غاز
    غاز "الميثان" أخطر من ثاني أكسيد الكربون وأكثر ضرراً مناخياً على كوكبنا بثلاثين مرة من ثاني أكسيد الكربون

رغم أنّ غاز "الميثان" أقصر عمراً في الغلاف الجوي، إلا أنه يؤدي إلى ارتفاع حرارة كوكبنا أكثر من ثاني أوكسيد الكربون. تُظهر دراسة جديدة أن انبعاثات الميثان ينبغي أن تنخفض بوتيرة أسرع. فما هو هذا الغاز؟ وكيف يمكن الحد منه؟

إنه عديم اللون والرائحة، ويخزن كميات هائلة من الحرارة في الغلاف الجوي للأرض: الميثان، وصيغته الكيميائية. ينتج من مصادر طبيعية أو اصطناعية، وهو المكون الرئيسي للغاز الطبيعي الذي يستخدم الطهو وتوليد الطاقة.

وفي حين أنّ ثاني أكسيد الكربون، الذي يتم إطلاقه عند حرق الفحم والنفط، هو السبب الرئيسي لتغير المناخ والمصنف ضمن الغازات الدفيئة، فإنّ "الميثان" كان مسؤولاً عن حوالى ثلث الزيادة في درجة الحرارة العالمية منذ بداية التصنيع في عام 1850.

وبينما يختفي غاز "الميثان" من الغلاف الجوي بعد حوالى 12 عاماً، قد يستغرق الأمر مئات السنين بالنسبة لثاني أكسيد الكربون. ومع ذلك، على مدى 100 عام، يظل "الميثان" أكثر ضرراً بالمناخ بثلاثين مرة من ثاني أكسيد الكربون.

مصادر تطلق غاز "الميثان"

يُنتَج غاز "الميثان" طبيعياً، على سبيل المثال عند تحلل النباتات في الأراضي الرطبة مثل المستنقعات. كما يُطلَق عند ذوبان التربة الصقيعية المتجمدة لفترة زمنية طويلة، نتيجةً لتغير المناخ. فيما تُعزى حوالى 60 في المائة من انبعاثات "الميثان" العالمية إلى الأنشطة البشرية. وتُعدّ الزراعة المساهم الأكبر في هذه الانبعاثات، حيث تُمثل حوالي 40 في المائة منها. ويُنتج الميثان بشكل رئيسي في تربية الماشية، وخاصةً في السماد الطبيعي. كما يُسبب استخراج ونقل الوقود الأحفوري، وتحديداً الغاز الطبيعي والنفط والفحم، حوالى 35 في المائة من انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن أنشطة الإنسان. كما يتسرب حوالى 20 في المائة منه عبر تحلل النفايات في مكبات النفايات ومياه الصرف الصحي.

انبعاثات "الميثان" من قطاع الطاقة

يُطلق غاز "الميثان" أثناء تعدين الفحم، وخاصةً أثناء استخراج النفط والغاز. يتسرب جزء منه مباشرةً إلى الغلاف الجوي. أثناء إنتاج النفط، يُحرق جزء آخر، محولاً إياه إلى ثاني أكسيد الكربون، الذي يُطلق بدوره في الغلاف الجوي. وهو يتسرب أيضاً أثناء نقل الغاز الطبيعي عبر الأنابيب، من خلال التسريبات، وكذلك أثناء تحويل الغاز الطبيعي إلى غاز طبيعي مسال (LNG)، وأثناء احتراقه في المحركات وأنظمة التدفئة. أو في حال وجود صدأ أو تلف أو براغي مفكوكة في المعدات، غالباً ما يتسرب المزيد من غاز "الميثان"، ويمكن منع ذلك من خلال الحرص على وجود صيانة أفضل.

ig يمكن منع انبعاثات غاز "الميثان"؟

وفق وكالة الطاقة الدولية (IEA)، يمكن لشركات النفط والغاز خفض انبعاثات غاز "الميثان" بنسبة هائلة تصل إلى 75 في المائة، إذا اكتشفت التسريبات وأصلحتها. الأمر يتطلب ببساطة إصلاحات السباكة وتحديث المنشآت المعيبة. لهذا السبب، اعتمد الاتحاد الأوروبي لائحةً جديدةً العام الماضي تُلزم الشركات العاملة في قطاع الوقود الأحفوري بقياس انبعاثات الميثان والإبلاغ عنها وخفضها بشكل دوري. وفي حال اكتشاف أي تسرب، يجب إغلاقه خلال 15 يوم عمل. بالإضافة إلى ذلك يحظر النظام الجديد أيضًا إطلاق غاز "الميثان" أثناء إنتاج النفط والغاز، وفي معظم الحالات، إشعاله أيضاً.

في عام 2022، أنشأ برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) أيضاً نظاماً عالمياً للكشف عن غاز الميثان عبر الأقمار الصناعية لتنبيه الشركات والحكومات إلى أي تسريبات. ومنذ ذلك الحين، أرسل البرنامج أكثر من 3500 تحذير بشأن غاز "الميثان" إلى 33 دولة. وبحسب أحدث تقرير للأمم المتحدة حول غاز "الميثان"، أثارت هذه التحذيرات استجابات أكبر بكثير من جانب الحكومات والصناعة في العام الماضي، بنسبة 12 في المائة مقارنة بنحو 1 في المائة فقط في العام السابق.

اقرأ أيضاً: "بعيداً عن الهدف".. تقرير أممي: العالم ما زال يتّجه نحو تفاقم مخاطر تغيّر المناخ

اخترنا لك