عطر العالم يبدأ من قرية مصرية
رائحة كهذه قد تظن أنها ولدت في معامل أوروبا بين مختبرات الزجاج والذهب السائل ولكن أصلها يبدأ من قرية صغيرة شمال مصر… اسمها شبرا بلولة Shubra Baloula هناك، يستيقظ الناس قبل الفجر ليقطفوا زهور الياسمين التي لا تتفتح إلا ليلا زهرة تلو زهرة، بأيد خبرت أن العطر لا يولد إلا من التعب هذه القرية تنتج أكثر من نصف ياسمين العالم أكثر من ستين في المئة من الأزهار التي تستخلص منها أجمل العطور على وجه الأرض كل كيلوغرام من الزيت يحتاج إلى نحو ستة ملايين زهرة تجمع واحدة واحدة بين الثالثة والتاسعة صباحا قبل أن تبهت رائحتها مع أول ضوء وبعدها تشحن الزهور إلى المصانع لاستخراج “عجينة الياسمين” ثم الزيت الثمين الذي يملأ زجاجات العطور حول العالم ومع ذلك، تبقى الأيدي التي صنعت الرائحة في العتمة بأجور زهيدة لا توازي ثمن زجاجة واحدة مما ينتجه عرقها ولكن عندما يبدأ عطر يرمز للترف والجمال من حقل فقير من يستحق المجد أكثر… من صاغ الرائحة في مختبر، أم من جمعها عند الفجر؟