الحرب الرقمية: بين التضليل وحماية وعي الجمهور
المعركة اليوم لم تعد تُخاض في الميدان وحده، بل في الفضاء الذي لا يُرى، في العالم الرقمي، حيث تتحرك الخوارزميات بدل الجيوش، وتُدار العقول قبل أن تُدار المعارك. فالإعلام الرقمي لم يعد مجرد وسيلة ترفيه أو تواصل، بل أصبح ساحة صراع ناعم تُبنى فيه سرديات وتُهدم بها ثقة العامة. ومع مشروع “أستر” الذي تموّله وزارة الخارجية الإسرائيلية لتجنيد مؤثرين رقميين بمبالغ طائلة، المقابلة لتلميع صورتها على المنصات، تتضح ملامح تحوّل خطير في أدوات الدعاية الحديثة: شراء المصداقية وتسوية الرواية بوجه بشري يبدو محايدًا لكنه موجَّه بعناية. في المقابل، تُسجَّل ارتفاعات مقلقة في محاولات الاختراق الإلكتروني داخل العراق، بعضها قادم من مصادر إسرائيلية تستهدف الحسابات والمنصات المحلية في محاولة لزعزعة الثقة الرقمية، وبث الشائعات، وتفكيك الرأي العام عبر حملات تضليل صامتة. هذا التهديد المزدوج، الإعلامي والأمني، يضعنا أمام سؤال مهم: كيف نحمي وعينا قبل أن نحمي بياناتنا