الوعي الانتخابي بين القناعة واللا جدوى

تتحرك المجتمعات الحديثة على إيقاع المشاركة في الانتخابات وتتعزز شرعيتها بقدر ما تنبض به صناديق الاقتراع من إرادة حرة ووعي جمعي غير أن السؤال اليوم لا يتوقف عند شكل العملية الانتخابية أو نتائجها بل عند معناها الحقيقي في وجدان الجيل الجديد فبين من يرى فيها أداة للتعبير عن الذات ومساراً لحماية المكتسبات الديمقراطية وبين من يصفها بطقس سياسي متكرر فقد وهجه وجدواه تتشكل رؤية الشباب لعلاقتهم بالسياسة وبمستقبل أوطانهم هذه الرؤية تتجاذبها عوامل كثيرة واقع الثقة بالمؤسسات وفاعلية البرامج وحدود تأثير الصوت الفردي وسط الضجيج الإعلامي والتقلبات الاقتصادية ومع تسارع التحولات التقنية وازدياد الفجوة بين الخطاب الرسمي وطموح الجيل الرقمي يصبح السؤال عن جوهر المشاركة السياسية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى فهل ما زالت الانتخابات تمثل عند الشباب أفقاً للتغيير وصوناً للحريات؟ أم تحولت إلى واجب شكلي بلا روح ولا جدوى؟ هل هو حق يمارس عن قناعة أم عادة تؤدى من باب الواجب؟ وكيف يمكن أن يستعيد هذا الجيل ثقته في أن صوته يصنع الفارق حقاً؟