صورة المثقف الشاب النمطية .. تجسيد للواقع أم قالب صنعه جيل سبقهم؟

اليوم حيث تتقاطع الشاشات بالعقول وتتشابك الألقاب بالصور يطل "المثقف الشاب" كرمز يثير الفضول أكثر مما يثير الاسئلة، نراه أحياناً في هيئة محددة، بلون فكري واحد وبأسلوب صار أقرب إلى زي اجتماعي موحد، لكن.. هل هذه الصورة انعكاس صادق لوعي جديد يولد من واقعنا أم هي قالب جاهز صاغته أجيال سبقتنا ثم ورثتنا إياه كقناع لا كمرآة؟ لقد حشرت الثقافة في مقاسات ضيقة فغدت ترتبط بالمظهر والحديث والاهتمامات وكأن المثقف لا يُرى إلا بكتاب في يده أو نقاش معقد على لسانه، غير أن الثقافة الحقيقية لا تسكن المظاهر بل تتجلى في السلوك.. في طريقة النظر إلى العالم وفي القدرة على تحويل المعرفة إلى وعي يهذب لا إلى فكرة تستعرض، فليس كل من قرأ كثيراً مثقفاً ولا كل من تألق في حضوره متحضراً، هناك فارق عميق بين من يملك الكتب ومن تفعل الكتب فعلها فيه وبين من يزين سلوكه بالتهذيب ومن يملؤه بالمعرفة. فهل ما زلنا أسرى النمط الذي يحدد شكل المثقف قبل جوهره؟ هل تغيرت صورة المثقف الشاب فعلاً أم تبدلت ألوان القالب فقط؟