باحثون: التثاؤب لا ينتج عن نقص الأكسجين.. ولكن!

رغم الاعتقاد السائد بأنّ التثاؤب ناتج عن نقص الأكسجين، يؤكد باحثون روس في دراسة حديثة أنّ هذا غير صحيح، وأنّ التثاؤب بسبب عوامل أخرى.. ما هي؟

  • يؤدي التثاؤب الواحد إلى زيادة حجم الهواء الداخل إلى الرئتين بنحو أربعة أضعاف
    يؤدي التثاؤب الواحد إلى زيادة حجم الهواء الداخل إلى الرئتين بنحو أربعة أضعاف

كشف باحثون من جامعة "بيرم بوليتكنيك" الروسية  في دراسة حديثة أنّ التثاؤب ليس مجرد استجابة للملل أو نقص الأكسجين، بل آلية عصبية معقدة تساعد الدماغ على الانتقال بين حالتي اليقظة والاسترخاء.

ويشير الباحثون إلى أنّ الإنسان يتثاءب في المتوسط من 7 إلى 23 مرة يومياً. وتخفي هذه الحركة البسيطة آلية عصبية فسيولوجية معقدة، تساعد الدماغ في الحفاظ على التوازن بين اليقظة والاسترخاء.

فعندما يشعر الدماغ بالتعب، تنشط خلايا الدوبامين وترسل إشارة إلى مركز التنفس، لتبدأ سلسلة من التفاعلات تشمل شهيقاً عميقاً، وتوتراً في عضلات الوجه والرقبة، وتوقفاً قصيراً، ثم زفيراً قوياً. ويؤدي التثاؤب الواحد إلى زيادة حجم الهواء الداخل إلى الرئتين بنحو أربعة أضعاف، كما يرفع معدل ضربات القلب بنسبة 20–25%.

ورغم الاعتقاد السائد بأنّ التثاؤب ناتج عن نقص الأكسجين، يؤكد العلماء أنّ هذا غير صحيح، فالأمر يرتبط بانخفاض مستوى اليقظة لا بنقص الهواء. فحين يستأنف الشخص نشاطه، تختفي الرغبة في التثاؤب، مما يدل على أنّ التثاؤب وسيلة لتنشيط الدماغ وليس لتزويده بالأكسجين.

لماذا نتثاءب على الفور عندما نرى شخصاً يتثاءب؟

هل تساءلت يوماً لماذا عندما نرى شخصاً يتثاءب، نتثاءب على الفور؟ 

كل هذا له علاقة كبيرة بنوع معين من الخلايا العصبية تسمى "الخلايا العصبية المرآتية". والخلايا العصبية المرآتية هي خلايا عصبية مذهلة تشارك في عمليات مهمة مثل التعلم والتعاطف والتقليد.

وتقول النظريات العلمية إنّ التثاؤب المعدي ناتج عن الخلايا العصبية المرآتية، بحيث عندما نرى شخصاً يتثاءب، تحفز الخلايا العصبية المرآتية ذلك الفعل المألوف في أذهاننا، ثم تتسبب في التثاؤب، وتقليد الفعل الذي نراه.

كذلك يشير الباحثون إلى أنّ التثاؤب معدٍ، وغالباً ما ينتقل بين الأشخاص المقربين مثل العائلة والأصدقاء والشركاء، بفضل عمل الخلايا العصبية المرآتية المسؤولة عن التعاطف والتقليد اللاإرادي. أما الأشخاص المصابون بالتوحّد، الذين يتميزون بحساسية منخفضة تجاه تعابير الوجه، فلا يستجيبون عادة لتثاؤب الآخرين.

كما يلفتون أيضاً إلى أنّ التثاؤب قبل الامتحان أو الخطابات العامة له وظيفة مختلفة، إذ يساعد على تخفيف التوتر الداخلي بفضل إفراز "السيروتونين"، الذي يرخي العضلات ويهدئ الجسم، مما يمهّد للانتقال من النشاط إلى النوم في المساء.

أما الدموع المصاحبة للتثاؤب، فهي ظاهرة فسيولوجية طبيعية ناجمة عن تنشيط العصب الوجهي للغدة الدمعية، ما يؤدي إلى تضييق مؤقت في القنوات وتدفق الدموع على الخدين. كذلك يمكن للتثاؤب أن يخفف الصداع عبر تقليل تشنجات الأوعية الدموية أثناء التعب أو نوبات الصداع النصفي.

ويختتم الباحثون دراستهم بأنّ كبت التثاؤب أمر شبه مستحيل، لأنّ هذه العملية تتحكم فيها هياكل دماغية قديمة مرتبطة بتنظيم التنفس، وضربات القلب، ودورات النوم.

  • باحثون: التثاؤب لا ينتج عن نقص الأكسجين.. ولكن!
    نصائح لوقف التثاؤب

اقرأ أيضاً: 5 إشارات قد تشير إلى إصابتك بأمراض خفية خطيرة.. ما هي؟