طيف التوحّد وميكروبات الأمعاء.. ما علاقتهما بالنظام الغذائي؟

أظهرت أبحاث مختلفة أدلة جديدة على وجود علاقة بين النظام الغذائي والميكروبات المعوية لدى الأطفال المصابين بالتوحّد، وهي علاقة لم تُلاحظ سابقاً.. ما علاقة النظام الغذائي؟

  • ميكروبات الأمعاء والتوحّد
    ميكروبات الأمعاء والتوحّد

كشفت دراسة جديدة أنّ بكتيريا الأمعاء لدى العائلات التي لديها أطفال مصابون بالتوحد متشابهة إلى حد كبير، بينما تختلف أنماط الطعام بوضوح، ما يشير إلى أنّ النظام الغذائي وعادات الأكل الانتقائية ترتبط أكثر بسمات التوحد.

ففي دراسة نشرت مؤخراً قام الباحثون بفحص الفروق في العادات الغذائية و بكتيريا الأمعاء، بين الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) وأفراد أسرهم غير المصابين بهذا الاضطراب.

وأظهرت النتائج أنّ تنوع الميكروبات المعوية كان متشابهاً إلى حد كبير بين المجموعتين. إذ كان الأطفال المصابون بالتوحد يتناولون  خضراوات  أقل وحلويات أكثر، مما يشير إلى أنّ سلوكيات الأكل المرتبطة بالتوحد قد تؤثر على الميكروبيوم، وليس العكس.

المعروف أنّ اضطراب طيف التوحد هو حالة عصبية ونمائية معقدة تتسبب في صعوبات اجتماعية وسلوكية، وقد أصبح أكثر انتشاراً في السنوات الأخيرة، حيث يصيب  طفل من كل 31 طفلاً في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: الجرثومة الحلزونية: العدو الخفي في معدتك كيف تتغلب عليه؟

ميكروبات الأمعاء والتوحّد

ركزت الدراسة على محور العلاقة بين الأمعاء والدماغ  في اضطراب طيف التوحد، إذ تُعدّ الميكروبات المعوية جزءاً من نظام ثنائي الاتجاه يتواصل مع الدماغ عبر المسارات الأيضية والمناعية والعصبية. وأظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أنّ ميكروبات الأمعاء قد تؤثر على السلوك، إلّا أنّ الدراسات البشرية أسفرت عن نتائج متباينة.

فعلى الرغم من أنّ بعض الدراسات السريرية أظهرت أنّ البروبيوتيك قد تُخفف أعراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال المصابين بالتوحد بشكل طفيف، إلا أنّ أي فوائد سلوكية واضحة لهذه التدخلات لم تُثبت بعد. لذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت التغيرات في الميكروبات سبباً لسمات التوحّد أم مجرد نتيجة لاختيارات الطعام والسلوكيات المرتبطة بالاضطراب.

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة تبرئ "باراسيتامول" من تهمة التسبب بمرض التوحّد

النظام الغذائي

أجريت الدراسة الحالية لمقارنة الأطفال المصابين بالتوحّد وأسرهم مع الأطفال غير المصابين وأسرهم، بهدف تحديد ما إذا كانت العادات الغذائية أو تنوع  ميكروبات الأمعاء أفضل في تفسير السمات السلوكية المرتبطة بالتوحد.

فقد أظهرت طرق البحث المختلفة أدلة جديدة على وجود علاقة بين النظام الغذائي والميكروبات المعوية لدى الأطفال المصابين بالتوحّد، وهي علاقة لم تُلاحظ سابقاً في هذا السياق. ويمكن أن توفر هذه النتائج رؤى مهمة للدراسات المستقبلية التي تهدف إلى فهم العلاقة بين الميكروبات المعوية وأعراض التوحد بشكل أفضل.

كما تشير الحاجة إلى إجراء تجارب تدخلية مستقبلية لتقييم ميكروبات الأمعاء الأساسية لدى الأطفال المصابين ولفحص تأثير التغيرات الغذائية على الميكروبات والأعراض، بهدف معرفة ما إذا كان تعديل النظام الغذائي قادراً على تخفيف الأعراض لدى مجموعة فرعية من الأطفال ذوي السمات الميكروبية المحددة.

اقرأ أيضاً: ميكروبات أمعائك مفتاح صحتك.. كيف؟