هذه هي رسالة السيسي قبيل افتتاح المتحف المصري الكبير

يُقام حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى جانب 79 وفداً رسمياً يمثّلون مختلف دول العالم، من بينهم 39 وفداً برئاسة ملوك ورؤساء وأمراء.

0:00
  • تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (تصوير: عمر الديب - الفنار للإعلام).
    تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (تصوير: عمر الديب - الفنار للإعلام).

تعيش مصر اليوم السبت "لحظات تاريخية استثنائية"، كما وصفها الإعلام المصري، مع الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، فـ "لا صوت يعلو فوق صوت افتتاح المتحف المصرى الكبير، إنه الحدث الأبرز في العالم، ويفرض نفسه على جميع وسائل الإعلام العربية والأجنبية"، كما قالت صحيفة "اليوم السابع" في افتتاحيتها اليوم.

ووفق الإعلام المصري، يعتبر المتحف "أحد أضخم الصروح الحضارية والثقافية في العالم، والذي يمثّل تتويجاً لسنوات من العمل الدؤوب ليصبح أيقونة جديدة تعبّر عن عظمة الحضارة المصرية القديمة وريادتها الإنسانية عبر العصور".

وصبيحة الافتتاح، وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التحية لقادة العالم ورموزه الكبار الذين سيشهدون حفل افتتاح المتحف المصري الكبير اليوم.

وقال السيسي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "من أرض مصر الطيبة.. مهد الحضارة الإنسانية، أرحّب بضيوفنا من قادة العالم ورموزه الكبار لنشهد معاً افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يضمّ بين جنباته كنوز الحضارة المصرية العريقة، ويجمع بين عبقرية المصري القديم وإبداع المصري المعاصر، ويضيف إلى عالم الثقافة والفنون معلماً جديداً، يلتفّ حوله كلّ مهتمّ بالحضارة والمعرفة، ويفخر به كلّ مؤمن بوحدة الإنسانية وقيم السلام والمحبة والتعاون بين الشعوب".

وأضاف: أتمنى لكل الضيوف الاستمتاع بوقتهم في مصر بين رحاب الماضي والحاضر.

ملوك ورؤساء وشخصيات عالمية

ويُقام حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جانب 79 وفداً رسمياً يمثّلون مختلف دول العالم، من بينهم 39 وفداً برئاسة ملوك ورؤساء وأمراء.

ويشارك في الحفل قادة وشخصيات دولية بارزة من أوروبا وآسيا وأفريقيا والأميركيتين.

ومن أبرز المشاركين في الحفل ملوك وأمراء من بلجيكا، إسبانيا، الدنمارك، الأردن، البحرين، سلطنة عمان، الإمارات، السعودية، لوكسمبورغ، موناكو، اليابان وتايلاند، إلى جانب رؤساء دول من ألمانيا، البرتغال، فلسطين، كرواتيا، جيبوتي، الصومال، غانا، الكونغو الديمقراطية، وأرمينيا، وغيرهم من كبار المسؤولين.

كما يحضر رؤساء وزراء اليونان، المجر، هولندا، الكويت، لبنان، وبلجيكا، مع مشاركة وزارية وبرلمانية رفيعة المستوى من أكثر من خمسين دولة حول العالم.

قطعة أثرية نادرة 

يقع المتحف المصري الكبير على بُعد ميل واحد من أهرامات الجيزة، ويمتد على مساحة 470 ألف متر مربع. وقد أُعلن عن المشروع عام 1992، لكن لم تبدأ أعمال البناء إلا في عام 2005.  وافتُتحت بعض أجزاء المتحف جزئياً في عام 2024.

وسيضمّ المتحف عشرات آلاف القطع الأثرية، من بينها تمثال ضخم لرمسيس الثاني يزن 83 طناً ويعود تاريخه إلى 3200 عام، وقارب عمره 4500 عام يعود إلى الفرعون خوفو، الذي يُنسب إليه بناء الأهرامات.

كما يحوي المعلم السياحي الضخم 24000 متر مربّع من مساحة العرض الدائمة، ومتحفاً للأطفال، ومرافق للمؤتمرات والتعليم، ومنطقة تجارية، ومركزاً كبيراً للحفظ والترميم.

وداخل المتحف هناك 12 صالة عرض، تضمّ 15 ألف قطعة مرتّبة ترتيباً زمنياً من عصر ما قبل التاريخ وحتى العصر الروماني، و19 معملاً للترميم ومركزاً للبحوث إضافة إلى الحديقة المتحفية، ومركباً شمسياً مصنوعاً من خشب الأرز، يبلغ طوله 44 متراً وطُمر إلى جوار الهرم الأكبر قرابة العام 2500 قبل الميلاد، سيُكشَف عنه للمرة الأولى، بينما تطلّ أقسام مختلفة من المتحف على منظر بانورامي للأهرامات.

مساحة تضاهي أهم المتاحف العالمية

وبجهدٍ مشترك بين وزير الثقافة المصري الأسبق، فاروق حسني، ومنظمة "اليونسكو" وبدعم من "هيئة التعاون الدولي اليابانية" (جايكا)، بدأت مصر بتشييد المتحف  في أيار/مايو عام 2005 على مساحة 500 ألف متر مربع، أي نحو 117 فداناً، لتوازي مساحته ضعفي مساحة متحف "اللوفر" الفرنسي، وضعفي مساحة المتحف البريطاني، ويحتوي على 100 ألف قطعة أثرية.

لحظة دخولك المتحف الذي يعتمد في تصميماته على أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها بكتلته المخروطية، يستقبلك تمثال مهيب للملك رمسيس الثاني، بارتفاع يبلغ 11 متراً، في ساحة كبيرة تضم درجاً من 6 طبقات، وحال صعوده يمكنك رؤية تماثيل لفراعنة وآلهة وتوابيت، ثم تأخدك واجهة كبيرة توفّر إطلالة خلّابة على الأهرامات.

تقنيات متطوّرة ودمج إبداعات تاريخية

وصرّح أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف، للصحافيين أنّ قاعات المتحف مزوّدة بتقنيات متطوّرة وتضمّ عروضاً متعدّدة الوسائط، بما في ذلك عروض الواقع المختلط، لدمج تراثه الخالد مع إبداعات القرن الحادي والعشرين للأجيال القادمة.

وقال: "نحن نستخدم اللغة التي يستخدمها جيل زد. هذا الجيل لا يستخدم المصطلحات التي نعتبرها نحن كبار السن قديمة، ويفضّل استخدام التكنولوجيا".

وتجدر الإشارة إلى أنه تمّ تأجيل حفل الافتتاح الكبير عدة مرات، كان آخرها في تموز/يوليو الماضي بسبب الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك العدوان على غزة.

 

 

 

اخترنا لك