جنوب السودان يؤكد التزامه بـ"اتفاق السلام".. والأمم المتحدة تحذّر من تصاعد العنف

دولة جنوب السودان تؤكد أن تنفيذ "اتفاق السلام" 2018 بشكل كامل هو السبيل الوحيد نحو الاستقرار والسلام الدائمين، في حين تحذّر الأمم المتحدة من أن التطورات تتواصل في مسار سلبي وربما خطر.

0:00
  • دخان وحريق إثر قصف على منشأة طبية تديرها منظمة أطباء بلا حدود في مقاطعة فانجاك في جنوب السودان (رويترز)
    دخان وحريق إثر قصف على منشأة طبية تديرها منظمة أطباء بلا حدود في مقاطعة فانجاك في جنوب السودان (رويترز)

أكدت سفيرة جنوب السودان لدى الأمم المتحدة، سيسيليا أدوت مانيوك، التزام بلادها بتنفيذ "اتفاق السلام" بشكل كامل، مشيرة إلى أن الاتفاق يعد "الطريق الوحيد نحو الاستقرار والسلام الدائمين" في جنوب السودان.

وأشارت مانيوك، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي مساء أمس الثلاثاء، إلى أن "حكومة جنوب السودان ثابتة في التزامها بعملية السلام بالرغم من التحديات المستمرة"، مضيفة أن "اتفاق السلام المنشط لعام 2018 يظل السبيل الوحيد للخروج من المرحلة الانتقالية والسبيل الوحيد للاستقرار في جنوب السودان".

وأضافت أن "الحكومة لا تتسامح مع الهجمات على العاملين في المجال الإنساني أو موظفي الأمم المتحدة"، مدينةً أعمال العنف الأخيرة التي استهدفت عمال الإغاثة، حيث أكدت أن "مرتكبي هذه الأعمال سيُحاسَبون بموجب القانون في جنوب السودان".

ولفتت السفيرة إلى أن "جنوب السودان يقف اليوم عند منعطف حرج"، مؤكدة أنهم في جنوب السودان " عازمون على عدم العودة إلى الصراع، بل على المضي قدماً نحو سلام دائم ووحدة وتنمية. ولذلك، ندعو شركاءنا الإقليميين والدوليين إلى مواصلة دعمهم" لجنوب السودان.

يُذكر أنه في عام 2018 تم توقيع "اتفاق سلام" بين الرئيس سيلفا كير ونائبه ريك مشار، إلى جانب عدد من الأحزاب السياسية الأخرى.

"التطورات في جنوب السودان تواصل التحرك باتجاه سلبي وربما خطر"

من جهتهم، حذّر مسؤولون في الأمم المتحدة من أن "عملية السلام الهشة" في جنوب السودان تتدهور وسط تصاعد العنف والشلل السياسي وتفاقم الأزمة الإنسانية.

وصرّح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، في كلمته أمام مجلس الأمن، بأن "التطورات في جنوب السودان في الأشهر الأخيرة استمرت في التحرك في اتجاه سلبي وربما خطر"، وفي ظل تزايد انتهاكات وقف إطلاق النار، بما في ذلك القصف والاشتباكات بين الأطراف الموقعين على "اتفاقية السلام".

وشدّد لاكروا على أنه "بالرغم من هذه التحديات ونقطة الانهيار التي أصبحت واضحة، فإن اتفاق السلام المنشط يظل الإطار الوحيد القابل للتطبيق من أجل السلام والاستقرار على المدى الطويل في جنوب السودان"، مشيراً إلى أن الفترة الانتقالية لاتفاق السلام من المتوقع أن تنتهي بعد الانتخابات في كانون الأول/ديسمبر 2026، لكنه حذّر من أن "إجراء انتخابات موثوقة وسلمية ضمن الإطار الزمني لاتفاق السلام يبدو أمراً غير محتمل بشكل متزايد".

"الوضع الإنساني لا يزال كارثياً"

وبشأن الوضع الإنساني، فقد وصفه وكيل الأمين العام بأنه "كارثي"، حيث يواجه أكثر من 7.5 ملايين شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويواجه الآلاف "خطر المجاعة"، مضيفاً أن "الفيضانات الشديدة أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص"، وأن "أكثر من 1.2 مليون عائد ولاجئ من السودان عبروا إلى بلد يكافح بالفعل لإطعام شعبه".

وقال لاكروا "تستمر المعاناة الإنسانية في ظل هذا الوضع المتقلب في التصاعد. ويستمر العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، والاعتقالات التعسفية، مع مساءلة محدودة".

وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن 7.5 ملايين شخص في مختلف أنحاء جنوب السودان يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، في ظل استمرار الفيضانات والنزوح والعنف في تفاقم الاحتياجات الإنسانية.

اقرأ أيضاً: جنوب السودان.. على حافة الانهيار بين الفساد والحرب الأهلية