"نيويورك تايمز": هل تسفر الهجمات على لبنان عن عودة الإسرائيليين إلى الشمال؟

قالت "إسرائيل" إنّ هدف غاراتها على حزب الله هو السماح لسكان الشمال بالعودة إلى ديارهم. ويأمل البعض نجاح هذه الخطة، لكن آخرين يخشون أن لا تجلب الحرب الأمان.

0:00
  • الدمار الذي لحق قرى في جنوب لبنان من جرّاء الغارات الإسرائيلية (أ ف ب)
    الدمار الذي لحق قرى في جنوب لبنان من جرّاء الغارات الإسرائيلية (أ ف ب)

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر مقالاً للكاتبين آدم راسغون وغابي سوبلمان، يتحدثان فيه عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، وإذا ما كان سيحقق هدفه المعلن بعودة الإسرائيليين إلى الشمال.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

قالت "إسرائيل" إنّ هدف غاراتها على حزب الله هو السماح لسكان الشمال بالعودة إلى ديارهم. ويأمل البعض نجاح هذه الخطة، لكن آخرين يخشون أن لا تجلب الحرب الأمان.

نحو 60 ألف إسرائيلي نزحوا من منازلهم في شمال "إسرائيل" بسبب هجمات حزب الله التي قال إنّ هدفها هو مساندة غزّة. ومنذ ذلك الحين، تبادل "الجيش" الإسرائيلي وحزب الله الهجمات.

وفي الأسبوع الماضي، صعّدت "إسرائيل" من الضغوط على حزب الله من خلال البدء بحملة قصف واسعة النطاق، بهدف معلن هو السماح للسكان في الشمال بالعودة إلى ديارهم.

يأمل بعض النازحين الإسرائيليين أن يعيد التصعيد العسكري الهدوء إلى بلداتهم، لكن آخرين يعربون عن تشكيكهم في هذا الاحتمال، قائلين إنّهم فقدوا الثقة بالحكومة الإسرائيلية منذ فترة طويلة. وتقول هذه المجموعة إنّ الحكومة لم تقدم الدعم الكافي للنازحين، وإنها حتى الأسبوع الماضي لم تتخذ إجراءات قوية بما يكفي لدفع حزب الله بعيداً عن مجتمعاتهم. وقد أمضى عشرات الآلاف من الإسرائيليين شهوراً متناثرين في جميع أنحاء "إسرائيل".

لقد بدأ حزب الله بإطلاق النار على شمال "إسرائيل" منذ ما يقارب عاماَ تضامناً مع غزّة. ومنذ بداية الحرب في غزة، تبادل مقاتلوه و"الجيش" الإسرائيلي الضربات في الشمال، وأحدث كل منهما دماراً على الجانب الآخر من الحدود.

وخلال الأسبوع الماضي، تزايدت هجمات "إسرائيل" بشكل كبير؛ ففي يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، فجّرت "إسرائيل" أجهزة النداء واللاسلكي التي يستخدمها حزب الله، وقتل وجرح العشرات بينهم نساء وأطفال. في الوقت نفسه، أطلق حزب الله أيضاً النار في عمق "إسرائيل"، ما أدّى إلى إطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب وحيفا، وهما من أكبر المدن في البلاد.

في شمال "إسرائيل"، تزايد الإحباط بين النازحين وهم يشاهدون جيشهم يقاتل حزب الله، لكنه يفشل في خلق الظروف التي تجعلهم يشعرون بالراحة في العودة إلى ديارهم. ويطالب البعض بإنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود، وهي منطقة عازلة من شأنها أن تبقي قوات "إسرائيل" وحزب الله بعيدة عن بعضها البعض. وقد تم تحديد هذه المنطقة عام 2006 كجزء من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي صدر في المرة الأخيرة التي خاضت فيها إسرائيل وحزب الله حرباً.

قال زامي رافيد، أحد سكان مستوطنة المطلة، أقصى مدينة شمال الجليل، إنّ منزله تضرر بشدة بسبب صاروخ الأسبوع الماضي.

قال حزب الله إنّه لن يتوقف عن إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار على "إسرائيل" إلا إذا أوقفت حربها على غزّة. لقد فشلت الجهود المبذولة للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق مراراً وتكراراً، وتلاشت الآمال في التوصل إليه.

ويرفض العديد من الإسرائيليين فكرة أنّ العمل العسكري من شأنه أن يجلب الهدوء على المدى الطويل، مشيرين إلى فشل الحروب السابقة عامي 1982 و2006 في تحقيق هذا الهدف.

وقالت المتحدثة التطوعية باسم كيبوتس "يفتاح" دانييلا بورات بينسو: "الحروب تولد الحروب. لقد عشت هنا طوال حياتي، ورأيت حرباً تلو الأخرى، وما زلنا نتعامل مع هذا الوضع. إنّ الحروب لن تحل مشكلاتنا".

نقلته إلى العربية: بتول دياب.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.