"وول ستريت جورنال": هجوم جديد للإدارة الأميركية على وسائل الإعلام.. ما التفاصيل؟
أطلق البيت الأبيض موقعاً إلكترونياً يتهم وسائل إعلام وصحفيين بالتحيز والكذب، في أحدث هجوم للإدارة على الصحافة.
-
"وول ستريت جورنال": هجوم جديد للإدارة الأميركية على وسائل الإعلام.. ما التفاصيل؟
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تنشر تقريراً يتناول حملةً منظمة من إدارة ترامب ضد وسائل الإعلام عبر إنشاء مواقع إلكترونية رسمية تُصنّف وتقوّم التغطية الصحافية، وتتهمها بالكذب والتحيز، في خطوة تُعدّ تصعيداً في العلاقة المتوترة بين الإدارة والصحافة الأميركية.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:
نشر البيت الأبيض موقعاً إلكترونياً يُفصّل، بحسب وصفه، تغطية إعلامية "كاذبة ومضللة"، في خطوة جديدة ضمن سلسلة إجراءات غير تقليدية اتخذتها إدارة ترامب ضد وسائل الإعلام.
يُصنّف الموقع الحكومي الرسمي، الذي أُطلق أواخر الأسبوع الماضي، وسائل الإعلام تحت عنواني "مُخالف الأسبوع الإعلامي" و"قاعة عار المخالفين"، ويستعرض قصصاً تتناول مواضيع تتراوح بين مبادرات الرئيس ترامب السياسية وإجراءات الهجرة والرسوم الجمركية، مُرفقاً المقالات بتوصيفات مثل "الكذب"، و"الجنون اليساري"، و"سوء التصرف"، و"إغفال السياق".
يتضمن الموقع نحو عشرين منشوراً، من بينها صحيفة "وول ستريت جورنال"، إضافة إلى أكثر من 50 مراسلاً وشخصية تلفزيونية.
ويتابع الموقع أيضاً تحركات مسؤولي الإدارة في تقييد وصول بعض الصحافيين إلى أجزاء من المكتب البيضاوي والبنتاغون، في وقتٍ سبق لترامب أن سخر فيه من بعض الصحافيين ومن مظهرهم.
وإلى جانب موقع "المُسيء إلى الإعلام"، نشر البيت الأبيض الشهر الماضي صفحة إلكترونية تُوثّق ما وصفه بـ"الأكاذيب والمؤامرات والآراء الصريحة المُغطّاة بغطاءٍ رقيق على أنها حقائق" من شبكة "ABC News". وقد رفض ممثل عن الشبكة التعليق.
أنشأ البيت الأبيض سابقاً خدمة إخبارية تربط بين المقاطع الرسمية المنشورة بالفيديو وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي، إضافةً إلى التغطية الإيجابية لرئاسة ترامب التي تُقدّمها غالباً وسائل إعلام ذات ميول محافظة.
وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، خلال المؤتمر الصحافي يوم الاثنين، إن الموقع الجديد الموجَّه لانتقاد وسائل الإعلام يأتي رداً على "الأخبار الكاذبة" و"التوصيفات غير الدقيقة للاجتماعات" والتقارير المعتمدة على مصادر مجهولة. وأضافت: "هذا يُجسّد وعدنا الأصلي منذ اليوم الأول بمحاسبة وسائل الإعلام".
لطالما استخدم ترامب وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما منصته "تروث سوشيال"، لتوبيخ الصحافة على تغطيتها السلبية. ويعكس الموقع الحكومي الجديد نهجاً أكثر تنسيقاً ورسمية في انتقاد الصحفيين.
وأعرب المدافعون عن حرية الصحافة عن مخاوفهم من أن هذا الأسلوب قد يُضعف التغطية الإعلامية ويُعرّض الصحفيين للخطر.
وقالت كاثرين جاكوبسن، منسقة البرامج في لجنة حماية الصحافيين: "إن الصفحة الرئيسية لإدارة ترامب تُنشئ إطاراً خطيراً لتبرير الهجمات على الصحافيين، ومحاولة لتقويض غرف الأخبار في جميع أنحاء البلاد".
كما ينتقد موقع البيت الأبيض القرارات التحريرية التي تتخذها وسائل الإعلام الرئيسية، بما في ذلك ما تختار تغطيته أو الاستشهاد به.
وتتضمن الصفحة مثالاً على تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست حول خطة إدارة الهجرة والجمارك لمضاعفة أماكن احتجاز المهاجرين. ويشير موقع البيت الأبيض إلى أن التقرير، الذي وصف محامياً من المركز الوطني لقانون الشباب بأنه خبير في الهجرة، قد تجاهل ما يعتبره الموقع "تاريخاً من التحيّز اليساري" لذلك المحامي. من جهتها، قالت متحدثة باسم "واشنطن بوست": "تفخر الصحيفة بصحافتها الدقيقة والموثوقة".
ويصف موقع البيت الأبيض تقرير الصحيفة الأخير حول احتمال اختفاء المعكرونة الإيطالية من رفوف المتاجر الأميركية بأنه "كذبة مبالغ فيها" و"محاولة لإثارة الخوف من سياسات الرئيس ترامب الناجحة في فرض الرسوم الجمركية".
وقالت متحدثة باسم الصحيفة: "ندعم صحافيينا ودقة تقاريرنا التي تتسم بالإنصاف. ويبقى تركيزنا منصباً على الحفاظ على معايير الجودة والصحافة المستقلة التي يعتمد عليها قراؤنا".
وطالبت جمعية الصحفيين المحترفين الإدارة بإزالة الصفحة الإلكترونية و"تهدئة النقاشات بين مسؤولي الإدارة والصحافيين".
كما سعى ترامب إلى خوض معارك قانونية مع المؤسسات الإخبارية، بل وهدد بخوضها.
وافقت قناة "ABC News" العام الماضي على التبرع بمبلغ 15 مليون دولار لمؤسسة ترامب الرئاسية أو متحفه، ودفع مليون دولار كأتعاب قانونية لمحاميه لتسوية دعوى تشهير رفعها ضد الشبكة ومذيعها الشهير جورج ستيفانوبولوس.
وفي وقت سابق من هذا العام، وافقت شركة "Paramount Global" على دفع 16 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية مع ترامب بشأن تحرير مقابلة في برنامج "60 دقيقة" مع نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس.
اتهم ترامب هذا العام ناشر صحيفة "وول ستريت جورنال" بالتشهير به في مقال حول رسالة تحمل اسمه وُضعت في كتاب بمناسبة عيد ميلاد رجل الأعمال جيفري إبستين الخمسين. وصرحت متحدثة باسم شركة "Dow Jones" بأن الشركة "على ثقة تامة بدقة تقاريرنا".
نقلته إلى العربية: بتول دياب.