خطفت الأنظار والقلوب.. مؤثرة على "إنستغرام" صنيعة الذكاء الاصطناعي

خطفت الأنظار بجمالها، وعشرات الآلاف يتابعونها على منصة "إنستغرام" في أبرز ملاعب كرة المضرب بلندن، ولكّن ميا زيلو ليست بشراً، بل وليدة العالم الرقمي (الذكاء الاصطناعي).

  • المؤثرة الوهمية ميا زيلو (وليدة الذكاء الاصطناعي)
    المؤثّرة الوهمية ميا زيلو (وليدة الذكاء الاصطناعي)

خطفت ميا زيلو، وهي مؤثّرة في منصة "إنستغرام" الأنظار، وخلبت الألباب بمجموعة الصور الجديدة التي نشرتها في ويمبلدون في بريطانيا، لكن تبيّن أنّ الشابة ليست من لحم ودم، بل من صنع الذكاء الاصطناعي.   

للوهلة الأولى، قد يبدو للناظر أنّ ميا زيلو الشقراء ذات البشرة الصافية التي لا تشوبها شائبة، والشعر الأشقر المنسدل على الكتفين، والعيون الزرقاء الفاتنة، تقضي أجمل أوقات حياتها وهي تتابع بطولة كرة المضرب في لندن. لكن إن دقّقت في الصور بعض الشيء، تدرك أنّ الشابة التي أمامك ليست بشراً بل مولّدة بالذكاء الاصطناعي.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by 𝑀𝑖𝑎 𝑍𝑒𝑙𝑢 ♡ (@miazelu)

وفي الواقع، توضح النبذة الشخصية على صفحة زيلو أنها "صانعة محتوى رقمي ومؤثّرة من الذكاء الاصطناعي".

وفيما لا نعرف من يقف وراء الشخصية الرقمية، فإنّ حسابها ينشر محتوى بوتيرة منتظمة ويشاركه مع أكثر من 160 ألف متابع.

في أحدث صورة لها نشرتها يوم الجمعة الماضي، تظهر زيلو وهي ترتدي سترة مزدوجة الصدر لونها أخضر فاتح، فيما يبدو شعرها المتموّج مصفّفاً بعناية. ويمكن أن ترى أشخاصاً آخرين في معظم الصور. وفي إحدى الصور، ترى مائدة مرتّبة وعليها بطاقة تحمل اسمها.  

وذيلت الصورة بعبارة "لن يلاحظ الآخرون سوى نجاحك.. لكنك ستتذكّر كلّ لحظة أخفقت فيها، وأنك ثابرت على رغم ذلك".

وتضيف: "إلى كل من يعمل بصمت، ويشكّ بنفسه بالسر وفي قلبه أمل، لا تتوقّف. سيحين وقتك. ثابر ولا تستسلم أبداً". وتتبع ذلك بوسم #تنس، #ويمبلدون، #تمسّك بإيمانك بنفسك.

في الأسبوع الماضي، نشرت زيلو صوراً لها وهي جالسة في الصف الأول في بطولة كرة المضرب العريقة. وسألت في التعليق على الصورة "أي بطولة ويمبلدون هي المفضّلة لديكم؟".

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by 𝑀𝑖𝑎 𝑍𝑒𝑙𝑢 ♡ (@miazelu)

ونشرت المؤثّرة الرقمية أول منشور لها خلال الـ15 من آذار/مارس الماضي. وذيّلت صورتها التي تظهر فيها وهي ترتدي كنزة بيضاء بغطاء رأس وتجلس في غرفة الجلوس وفي حضنها هرة: "هذه نبذة عني، أقضي أسعد أوقاتي في الشمس وأعتقد أن طعم القهوة ألذ في المقاهي اللطيفة وأكثر ما أفضّله هو الكنزات المريحة بغطاء للرأس والمحادثات العميقة. والآن حدّثوني عنكم".

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by 𝑀𝑖𝑎 𝑍𝑒𝑙𝑢 ♡ (@miazelu)

لكنّ ظهورها الأول على "إنستغرام" كان في اليوم السابق، ضمن منشور لـ"شقيقتها" آنا زيلو، وهي مؤثّرة أخرى مولّدة بالذكاء الاصطناعي تنشط على وسائل التواصل منذ كانون الثاني/يناير 2024.

وكتبت آنا في المنشور :"قرّرت ميا أخيراً أن تفتح صفحتها على إنستغرام، فعاملوها بلطف!".

يأتي إنشاء شخصية زيلو على وقع تعاظم انتشار موجة المؤثّرين المولّدين بواسطة الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي. ويُشار أحياناً إلى هذه الشخصيات التي تنشأ بواسطة الكمبيوتر باسم المؤثّرين الافتراضيين، وهي موجودة منذ عام 2016.

وتعدّ ليل ميكيلا التي يتابعها حالياً أكثر من 2.4 مليون شخص على "إنستغرام"، من أولى الشخصيات المولّدة بواسطة الكمبيوتر التي انضمّت إلى المنصة.

وآيتانا لوبيز من مؤثّرات الذكاء الاصطناعي الأخريات اللاتي يتمتعن بشعبية واسعة، وهي عارضة أزياء افتراضية عمرها 25 عاماً أنشأتها خلال عام 2023 الشركة الإسبانية The Clueless. وتزعم النبذة الشخصية للوبيز على "إنستغرام" أنها "أوّل مؤثّرة تولد بالذكاء الاصطناعي"، ويتابعها حالياً أقل من 400 ألف شخص بقليل.

ووفقاً لمقال ظهر على صفحة وكالة "يورونيوز" الإخبارية عام 2024، يمكن أن تصل المكاسب المالية للوبيز إلى 10 آلاف يورو (11690 دولاراً) شهرياً. لكن صانعها قال إنها تجني بالمعدل ثلاثة آلاف يورو (أو 3507 دولارات).

وشرح روبن كروز الذي صمّم شخصية لوبيز أنّ الهدف من صنعها هو "أن نحسّن مدخولنا من دون أن نعتمد على أشخاص آخرين لديهم غرور وجنون عظمة أو يرغبون بكسب مال وفير من عرض الأزياء".

وقال كروز: "بدأنا بتحليل طريقة عملنا واكتشفنا أنّ مشاريع عديدة يعلّق العمل بها أو تلغى بسبب مشكلات خارجة عن سيطرتنا. وفي غالب الأحيان، كانت هذه المشكلات بسبب الشخصية المؤثّرة أو عارضة الأزياء وليس بسبب التصميم".

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي ينشىء فرقة موسيقية تحصد مليون استماع على "سبوتيفاي"

اخترنا لك