انقطاع …ChatGPT هل آن أوان التحرر من الهيمنة الرقمية الأميركية؟

هل آن الأوان للاستثمار الجاد في بناء منظومات ذكاء اصطناعي عربية أو إقليمية، تنطلق من حاجاتنا الفعلية، لا من سرديات الآخر؟

  • ما حدث معChatGPT  هو، ببساطة، لحظة تاريخية نادرة.
    ما حدث معChatGPT  هو، ببساطة، لحظة تاريخية نادرة.

في العاشر من يونيو 2025، اهتزّت المنظومة الرقمية الغربية على نحوٍ لافت، حين تعطّلت خدمات منصة  ChatGPT  التابعة لشركةOpenAI  الأميركية، فتوقّفت معها حركة ملايين المستخدمين حول العالم، وسط صمت مُربك من الشركات الأم، واختلالٍ واضح في سلاسة الأعمال اليومية، من التعليم والإعلام إلى الأعمال والبرمجة.

لم يكن ما حدث مجرّد عطل تقني عابر، بل كشف هشاشة البنية المركزية للذكاء الاصطناعي الغربي، وخصوصًا النموذج الأميركي الذي يروّج نفسه باعتباره "المرجع الأعلى" في التقنية والابتكار. غير أن هذه الهشاشة، في واقع الأمر، تُعيد فتح النقاش الجوهري: ماذا يعني أن تُربط قدرات الشعوب بإملاءات شركة واحدة، متمركزة في وادي السيليكون، وتخضع في بنيتها العميقة لمعادلات سياسية وأمنية واضحة المعالم؟

اليوم، صار جليًّا أن اعتماد العالم النامي – والعالم العربي في جزء منه – على أدوات الذكاء الاصطناعي الأميركية، يضعنا تحت رحمة خوارزميات لا نعرف خباياها، ولا نملك حق التدخل في هندستها، فضلًا عن قدرتنا على مساءلتها.

إن انقطاع ChatGPT  ليس مجرّد إنذار تقني، بل هو فرصة نادرة لمراجعة التبعية الرقمية، والانفتاح على نماذج أكثر توازنًا، ولاحترام سيادة الدول وثقافات الشعوب.

في المقابل، تبرز مبادرات بديلة من الشرق، وتحديدًا من الصين، التي استثمرت خلال السنوات الأخيرة في بناء نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها، تراعي الخصوصية وتُرسّخ استقلالية القرار التقني.

منصة Baidu’s Ernie Bot، على سبيل المثال، أو Huawei’s PanGu Model، هي نماذج قابلة للتكامل مع البيئات المحلية، وتُدار من داخل منظومات تحترم سيادة الدول، وتخلو من شبهات التجسّس أو الهيمنة الناعمة.

ولعلّ السؤال الأعمق اليوم هو:

هل نمتلك الشجاعة لفكّ الارتباط التدريجي مع أدوات لم تُصمَّم أصلًا لنا، بل لتُبقينا تحت وصاية رقمية ناعمة؟

وهل آن الأوان للاستثمار الجاد في بناء منظومات ذكاء اصطناعي عربية أو إقليمية، تنطلق من حاجاتنا الفعلية، لا من سرديات الآخر؟

ما حدث معChatGPT  هو، ببساطة، لحظة تاريخية نادرة… لنرفع الصوت ونقول: آن الأوان لأن نُحرّر التقنية من قبضة السردية الأميركية.