شادي وسيلين وأسيل وهادي: قادة الصف الأول!
أطفال، نساء، شيوخ، رجال أبطال، ثوار أحرار، هم حملة مشاعل الحرية على طول التاريخ البشري والإنساني وصنّاع التاريخ الحقيقي لا المزيف كما أراده المستعمر وأتباعه ممن يحملون ثقافة الغرب المتوحش.
-
شهداء مجزرة بنت جبيل.
المجزرة التي حصلت في بنت جبيل، لم تكن الأولى، لطالما كانت بنت جبيل ولّادة للمقاومين والثوار، بل وقلب الثورة ومنشأها، وكتب التاريخ شاهدة على رجالاتها وأبطالها، لكن الحدث اليوم فرض نفسه على كتابة هذه المقالة والتذكير بما تعرضت له بنت جبيل من مجازر . ففي العام 1976، قصف العدو الصهيوني مدينة بنت جبيل، مرتكباً مجزرة ذهب ضحيتها 23 شهيداً و30 جريحاً، في سوق الخميس والذي يعتبر معلماً تاريخياً، يجتمع فيه أهل الجنوب من كل القرى ومن كل الطوائف والمذاهب لعرض منتوجاتهم من شتى أصناف المواد الغذائية والحلويات والثياب والقماش والأحذية والأثريات وما تنتجه الحقول من فواكه وخضار ومواشٍ وغيرها من أصناف التجارة.
مجزرة الأمس، كانت تهدف "إسرائيل" من ورائها إلى اغتيال قادة الصف الأول من المقاومين، نعم "قادة الصف الأول"، العدو الصهيوني يعتبر الأطفال أهدافاً مشروعة، ويشكلون خطراً على "دولة إسرائيل".
يذكر إسحاق رابين رئيس الوزراء الأسبق وفي مذكراته (مذكرات إسحاق رابين صفحة 118 – يذكر فيها أنه كيف كان يعطي التعليمات للجنود الصهاينة عندما يدخلون إلى القرى ليقتلوا أهلها ألا يترددوا في قتل الأطفال والسبب "لأنهم عندما يكبرون سيقومون بقتلكم فعليكم قتلهم قبل أن يقتلوكم"... (مذكرات إسحاق رابين الصفحة 118). كل إنسان، يمشي على وجه الأرض هو عدو للكيان الصهيوني، وهذا ليس افتراء، إنه في عقيدتهم التلمودية، فكل إنسان غير يهودي، هو حيوان، (غوييم، أو خايوت)، وبالتالي لا بأس من قتلهم طالما أنهم خلقوا لخدمة اليهود... (لقد خلقهم الله على شاكلة اليهود لأن الله أراد أن يكرم اليهود ولا يخلق البشر على هيئة حيوانات لأن اليهود يستحقون أن يكون خدمهم على هيئة البشر) هذا ليس من "عندياتي" بل من عقائدهم التلمودية، ولمن أراد الاطلاع: فليقرأ كتاب: "الكنز المرصود في قواعد التلمود" الكتاب الثالث - فساد الآداب - الفصل الأول – عن (القـريب) - قريب اليهودي هو اليهودي فقطـ.
باقي الناس حيوانات في صورة إنسان هم حمير وكلاب وخنازير ـ يلزم بغضهم سراً ـ وهي "قاعدة النفاق الجائزة"... جاء في التلمود: أن الإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة. فإذا ضرب أميٌّ[1] إسرائيلياً فكأنما ضرب العزة الإلهية. أما في سفر العدد (31:17) فهناك أمر صريح بقتل الأطفال (فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها) وفي سفر صموئيل الأول (12 : 15-4) يظهر الأمر بشكل أكثر وحشية ودموية (فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تقف عندهم بل اقتل رجلاً وامرأة وطفلاً رضيعاً وغنماً وجملاً وحماراً)!! وفي كتاب (شريعة السلطة) للرابيان يتسحاق شبيرا ويوسي إليتسور في الفصل الخامس «يجب قتل أطفال العرب كي نسبب الحزن لأهاليهم».
"الفرنسي والإنكليزي والأميركي والإسرائيلي والغربي عموماً، ومن يعتقد بشريعة الغاب منهم ومن أمثالهم ومن لا دين له ولا شريعة له إلا شريعة "المال والسلطان"، بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب وغيرهم ممن يشاركونهم "الفكر الصهيوني" والذي بات يتحكم بمفاصل الدول الاستعمارية في معظم هذه المعمورة، هم بالحقيقة مظهر من مظاهر "أعداء الله" و"أعداء الإنسانية" جمعاء، يتفقون حول مبدأ واحد هو الهيمنة والاستعمار والقتل بالنسبة لهم وسيلة لتحقيق المكاسب أكثر فأكثر... الناس بالنسبة لهم مجموعة أرقام، "يكفي حذف 3 أصفار أو 4 أصفار كي نوفر القليل من المال على الخزينة وننعم نحن الـ 1% بالعيش الرغيد"!!
لا مكان في هذا العالم للشرفاء، ولا مكان في هذا العالم للمفكرين والمثقفين والشعراء والأطباء والمهندسين وغيرهم من المبدعين ممن يمتلكون الفكر التحرري والإنساني، لا غيفارا ولا عبد الناصر ولا كاسترو، ولا كمال جنبلاط ولا الإمام السيد موسى الصدر ولاالإمام الخميني ولا السيد حسن نصر الله رضوان الله عليهم أجمعين، ولا جورج حاوي ومحسن إبراهيم ولا غسان كنفاني ولا ناجي العلي، ولا أدهم خنجر وصادق حمزة، ولا معروف سعد، ولا محمد سعد وخليل جرادي، ولا كمال عدوان ولا أي ثائر أممي، لا مكان للأدمغة ولا للعباقرة ولا للمفكرين ولا للإعلاميين، الذين يشكلون العدو الأساس للمنظمة الصهيونية العالمية، على قاعدة إن لم يكن معنا فهو ضدنا... ويجب التخلص منه بأي شكل من الأشكال...
كل طفل في بنت جبيل هو الأخضر العربي (الشهيد أمين سعد)، والشهيد خالد بزي (الحاج قاسم)، وقائمة الشهداء تطول وللتبرك بذكر أسمائهم: قاسم ابراهيم أبو طعام، علي أحمد بزي، شروق صالح حمود، ابراهيم أحمد بزي، علي أحمد سعد، مصطفى حسن سعد، سمر السيد شامي، حسين علي حميد، وسام علي حميد، علي يوسف حرب، محمد حسن بيضون، علي غسان عباس، الشيخ عباس حيدر بوصي، حسين نعمة الحوراني، حسين قاسم حميد، عامر داغر، فوزية داغر، تغريد داغر، ابراهيم جميل العشي، فضل عباس بزي، الشيخ أمين سعد، كوثر أمين سعد، علي حبيب دباجة، محمد بهجات بزي (الشيخ همام)، بلال سعد، بتول دباجة، فاطمة الزهراء بلال سعد، علي بلال سعد، محمد حسن بلال سعد، آمال فايز برجي سعد، حسين الصغير، أحمد يوسف عبد الله، الرضيع حسن محمد زريق، علي قاسم نعمة بيضون، هادي قاسم نعمة بيضون، عبير منيف نصار بيضون، غدير قاسم نعمة بيضون، حسين محمد نمر بيضون، وفاء محمود قليط، حسنة تحسين محسن مهدي، زينب عبد المنعم الصغير، غسان محمد الصغير، ربيع عبد النبي حرب، حسن حميد درويش، مجد نضال جمعة، حسين محمد رياض بهيج بزي، قاسم علي حميد، محمد حسين بزي، موسى فؤاد جمعة، ناصر رائف بزي، توفيق ابراهيم اسماعيل سعد، محمد علي جعفر هريش، حسن ياسر أبو عليوي، شوقي سعد، بلال حسين شرارة، حسن علي قصير، حسام شرارة، خديجة لطف الله فرج، محمد حسن لطف الله فرج، آمنة عيديبي فرج، علي محمد نزيه بزي، محمد رضوان بزي، حسين حبيب بزي، رامي حبيب بزي، حسن حبيب بزي، ليال حبيب بزي، سعاد غزال بزي، حسن أحمد سعد، حسن كمال علوية، علي غسان نصار حيدر بيضون، مصطفى ابراهيم بيضون، علي عبد المنعم رضا، هشام ابراهيم بزي، حسين محمد باقر قصيّر، حسن حسان الصغير، علي محمد داغر، محمد هيثم بيضون، القائد فاروق أمين العشي، أحمد محمد أبو طعام، يوسف محمد عثمان بزي، حمزة بسام دباجة، محمد خليل بزي، قصي محمود أبو مجير، علي أحمد عبدو الزغير، عباس محمد نزيه بزي، علي محمد حمودي جمعة، حسين علي عباس، محمد حسين أحمد سعد، مهدي حافظ الزغير، علي محمد صبحي السيد أحمد، علي حسين بيضون، عباس احسان عبد الله، حسين عبد الكريم نعمة سعيد بزي، هادي عبد الرحمن بزي، حسين حسن بزي، حيدر علي سعد، حسين ناجي جمعة، أحمد علي مهدي أيوب، محمود علي هاشم جمعة، محمد فهد صعب، حسن داوود مشعل بزي، محمود حسن دخل الله، هادي عدنان سعد، علي جميل بزي، صلاح محمود الحوراني، محمود محمد الحاج بزي، محمد نعمة حراجلي، محمد أحمد بيضون، هشام محمد علي بيضون، ربيع علي الزغير، نزيه محمد بزي، خليل يحيى دعبول، واللائحة تطول وتطول إذا ما أضفنا إليها شهداء حرب تموز عام 2006 وما قبلها، والمجد لهم لا لغيرهم ممن يمتطون صهوة الغرب المتصهين.
أطفال، نساء، شيوخ، رجال أبطال، ثوار أحرار، هم حملة مشاعل الحرية على طول التاريخ البشري والإنساني وصنّاع التاريخ الحقيقي لا المزيف كما أراده المستعمر وأتباعه ممن يحملون ثقافة الغرب المتوحش، والذي لا يعرف إلا الدجل والنفاق، والكذب والمراوغة للوصول إلى مبتغاه والهيمنة وامتصاص دماء الشعوب.
إن العدو الصهيوني لن يكتفي بالعرب والمسلمين، بل هم وبحسب معتقداتهم يعتبرون المسيحي قبل المسلم عدواً لدوداً لهم، وخاصة مسيحيي الغرب الذين يعتبرونهم أعداء أساسيين لهم، بل لهم ثأر تاريخي معهم، فهم الذين طردوهم وشردوهم وقتلوهم وأباحوا دماءهم، والتاريخ يشهد على ذلك، لا فقط في ألمانيا بل في إنكلترا وبولندا، وكل الغرب والشرق الأوروبي، في الوقت الذي يُعاملون معاملة المسلمين في البلاد الإسلامية والعربية.
والعتب على هذه الدولة وعلى هذه الحكومة، التي ولغاية الآن لا تقوم إلا بإحصاء عدد الشهداء والجرحى، وتتعب من الاستنكار والإدانة، بل وتتعمد عدم دعم إعادة الإعمار، وعودة الأهالي إلى قراهم المهدمة، بل حتى أن الهيئة العليا للإغاثة لم تتحرك للكشف عما تهدم أو للقيام بمسح الأضرار، بل أوكلت هذه المهمة لمجلس الجنوب ليقوم بواجبه تجاه الاهالي، في الوقت الذي على هذه الهيئة أن تقوم بواجباتها كما يحدث في كل العالم وكما كان يحدث في لبنان.
المجد كل المجد والخلود لهؤلاء الشهداء (أعلاه)، وللملتحقين بالقافلة الشريفة، شادي وسيلين وأسيل وهادي، (قادة الصف الأول) الذين كانوا أهدافاً مشروعة للعدو الصهيوني، نعم قادة الصف الأول، لأنهم إذا كبروا سيتحولون إلى أعداء لهذا الفكر المتصهين، وللإنسانية، لأن تربيتهم وعقيدتهم وسلوكهم الإنساني والحضاري، لا تتفق مع الفكر التكفيري والصهيوني وإلى ما هنالك من أفكار منحرفة.