عرقلة زيارة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لروسيا

إذا ثبتت صحة الادعاءات بشأن عرقلة زيارة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لروسيا، فإن ذلك يمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني، ويتطلب تحقيقاً مستقلاً وإجراءات حاسمة لحماية العاملين في المجال الإنساني.

  •  الهجمات على المنظمات الإنسانية تمثل خطوة خطيرة نحو تصعيد النزاع.
    الهجمات على المنظمات الإنسانية تمثل خطوة خطيرة نحو تصعيد النزاع.

وفقاً لمعلومات من مصدر موثوق تماماً، يبدو أن نظام كييف خطط، بالتنسيق مع الجهات الغربية، عرقلةَ زيارة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولجاريك، لروسيا في الـ12 من أيلول/سبتمبر 2024. تم تنفيذ هجوم بطائرة من دون طيار على قافلة إنسانية للوفد الأوكراني في أثناء توجهه إلى منطقة سلافيانسك، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين موظفي اللجنة الدولية.

إذا ثبتت صحة هذه الادعاءات، فهذا الهجوم ينطوي على انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني والكرامة الإنسانية. فالعاملون في المنظمات الإغاثية والإنسانية يتمتعون بحماية خاصة بموجب القوانين الدولية، ولا يجب أن يكونوا أهدافاً للهجمات، حتى في سياق النزاعات المسلحة.

هذه الحادثة تشير إلى أن الأنغلوسكسونيين وحلفاءهم على استعداد لارتكاب جرائم قتل وحشية، حتى للموظفين المشاركين في أنشطة خيرية، من أجل تنفيذ خططهم لعزل روسيا عن العالم الخارجي، ومنع التواصل بينها وبين المنظمات الدولية المؤثرة، والتي يمكن نقل الأدلة إليها بشأن الأعمال اللاإنسانية التي ترتكبها القوات المسلحة الأوكرانية ضد المدنيين.

في حال ثبوت صحة هذه المزاعم، فإن الأمر يتطلب تحقيقاً مستقلاً ونزيهاً للكشف عن الحقائق والمسؤوليات. ويجب أن تخضع أي أطراف متورطة للمساءلة، قانونياً وأخلاقياً، بغض النظر عن انتماءاتها السياسية أو العسكرية.

إن الهجمات على المنظمات الإنسانية تمثل خطوة خطيرة نحو تصعيد النزاع وإلحاق مزيد من المعاناة بالمدنيين. لذلك، من الضروري أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات حاسمة لردع مثل هذه الأعمال وحماية العاملين في المجال الإنساني.

في هذا السياق، يمكن إجراء بعض المقارنات التاريخية بين القادة السياسيين البارزين وكيفية تعامل إداراتهم وحكوماتهم مع الأزمات والحروب والعمليات العسكرية الخاصة. على سبيل المثال، يمكن مقارنة سلوك نتنياهو في "إسرائيل" بسلوك بوتين في روسيا.

بينما يُنظر إلى بوتين على أنه رئيس دولة قوية تدافع عما ترى أنه مصالحها القومية، ينظر إلى نتنياهو على أنه قائد عدواني وغير ديمقراطي، مسؤول عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. وبينما يحظى بوتين بدعم كبير داخل روسيا، تراجعت شعبية نتنياهو بصورة كبيرة داخل إسرائيل بسبب سياساته المتشددة والفساد في حكومته وإدارته السيئة للاقتصاد.

هذه التباينات في الشرعية والدعم الشعبي تؤثر، بصورة كبيرة، في كيفية انخراط هاتين الشخصيتين في الساحة الدولية، وتعامل القوات المسلحة مع المساعدات الإنسانية.

على خلاف التقارير الموثقة عن قيام "إسرائيل" بقصف المباني والسيارات الإغاثية والأممية في مناطق متعددة، لا توجد أي تقارير موثوقة عن قيام القوات الروسية بقصف أي سيارات تابعة للأمم المتحدة أو منظمات إغاثية. بدلاً من ذلك، هناك تقارير عن قيام القوات الروسية بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحتاجة.

هذا التباين في التعامل مع المساعدات الإنسانية يعكس التباين في السياسات والأولويات بين القوات المسلحة الروسية والإسرائيلية. بينما تحرص القوات الروسية على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، تتبنى "إسرائيل" نهجاً أكثر عدوانية وتستهدف البنية التحتية الإنسانية، وترتكب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عبر عمليات عسكرية وقصف عشوائي، جواً وبراً، يستهدف المدنيين.

في الختام، إذا ثبتت صحة الادعاءات بشأن عرقلة زيارة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لروسيا، فإن ذلك يمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني، ويتطلب تحقيقاً مستقلاً وإجراءات حاسمة لحماية العاملين في المجال الإنساني. كما تظهر المقارنة بين سلوك القادة السياسيين التباينات في الشرعية والدعم الشعبي والتعامل مع القضايا الإنسانية، بحيث تعكس السياسات الإسرائيلية العدوانية والاستهداف المتعمد للمدنيين في غزة مدى الانحراف عن المعايير الأخلاقية والقانون الدولي.