طفلٌ يُرعِبُ الكيان الإسرائيلي

ما حصل مؤخَّراً في فلسطين وتحديداً في القدس عاصمة فلسطين الأبدية، بأن تقوم الشرطة الإسرائيلية بإصدار أمرٍ باعتقالِ الطفل محمَّد، ويُعامَل على أنه قائدٌ كبيرٌ وباستطاعته تدمير هذا الكيان، هذه حال ضعف وتخبّط يعيشها هذا الكيان

حال الغليان التي نعيشها هذه الفترة في منطقتنا العربية، تجعل الكل يأخذ الحَذَر من كل ما هو دائِر ويُحاك في مثل هذه الأحداث غير المعهودة، وكثيرٌ من الدول تقوم بتجهيز قوّاتها وتدريبها على أكمل وجه وبأحدث الطُرُق لمواجهة أيّ عدوان كان، لكن وفي كل هذه الأحداث هناك مُفاجآت لا تخطر على بال أحد.

ما حصل مؤخَّراً في فلسطين وتحديداً في القدس عاصمة فلسطين الأبدية، بأن تقوم الشرطة الإسرائيلية بإصدار أمرٍ باعتقالِ الطفل محمَّد، ويُعامَل على أنه قائدٌ كبيرٌ وباستطاعته تدمير هذا الكيان، هذه حال ضعف وتخبّط يعيشها هذا الكيان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، على إسرائيل أن تُخاطِب الأُمم المتحدة من أجل إصدار قرارٍ لوقف هذا الطفل من الذهاب إلى حضانته أو مدرسته، نظراً لأنه جاهزٌ ومستعدٌ لمُحاربتها والقضاء عليها؛ إنه أمر مُضحِك فعلاً.

وفي القدس أيضاً يقوم هذا الكيان باعتقال الشاب الذي قام بـ (البَصْق) على المُطبِّع السعودي، وكان لهذا الموقف ضجَّة إعلامية كبيرة باعتقاله، وهو مُجرَّد ولد صغير لم يتجاوز الخامسة عشرة من عُمره؛ هذه الأوضاع هي مَفْخَرة للعرب والفلسطينيين، بأن المُدافِع عن الأرض الطفل قبل الكَهْل.

وعلينا أيضاً ألا ننسى حال الرعب والذعر التي يعيشها هذا الكيان من خلال مسيرات العودة، وما رافقها من بالوناتٍ حارِقة، وكان لها آثار كبيرة على هذا العدو بأن خاطَبَ العالم بالضغط على أهل غزَّة والمقاومة بأن يوقفوا هذه البالونات الحارِقة لما لها من تأثيرٍ كبيرٍ على هذا الكيان واستقراره.

هذه المواقف القليلة والبسيطة تحمل في طيَّاتها معانٍ ورسائل كبيرة بأن الشعب الفلسطيني شعبٌ لا يُقهَر ولا يُمكن إذلاله، وما يريده هذا الشعب هو الذي سيُطبَّق، وتجلَّى ذلك بوقوفه ضد تطبيق صفقة القرن.

كما يدَّعون بأنه جيش لا يُقهَر، مُجرَّد طفل صغير يحمل حجراً صغيراً يجعل هذا الكيان يلجأ إلى الملاجئ تحت الأرض، فما بالكم إذا كان يحمل على كتفه مدفعاً (ولو كان مدفع رمضان)، ما هو ردّ هذا العدو في هذه المرحلة؟

وحال الرعب التي عاشتها إسرائيل في الأيام القليلة لم تكن من خلال إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ عليها بل من حجرٍ صغيرٍ في يدِ طفلٍ صغيرٍ لم يتجاوز الرابعة من العُمر، وبالونات ذو سعر لا يُذكَر، تُعلَن حال الطوارئ من الدرجة الأولى ومُخاطبة العالم من أجل وقفها.

الفلسطينيون دائماً أبطال، هذا واضح من خلال مسيرة وتاريخ المقاومة منذ إعلان وجود هذا الكيان، جيلٌ بعد جيل، وهذا الجيل الجديد مُميَّز بصِغر حجمه وأفعاله الكبيرة المُزلزِلة لهذا الكيان الهشّ الضعيف.