من جديد أميركا تحاصر فنزويلا

أميركا تبحث عن مصادر دخل جديدة هذه الفترة، فما تقوم به من تصرّف مع فنزويلا وغيرها من الدول الحرّة سببه دخولها أزمة اقتصادية خانِقة، بعد خيبات الأمل التي مرَّت بها سواء كان في الشرق أو في الغرب.

الأحداث الدائرة في منطقة الخليج وتحديداً في مضيق هرمز، وبعد حال الإحباط التي تعيشها أميركا هذه الفترة من عدم سيطرتها على المضيق، أو كسر إرادة إيران وإخضاعها لإملاءاتها، كان لا بدّ لأميركا من أن تقوم بتغيير بوصلتها، وفعلاً غيّرتها إلى فنزويلا بفرض حصار جديد على هذه الدولة التي تعيش هذه الأيام احتفالات بعيد الاستقلال.

فنزويلا أعلنت مؤخّراً أنها ستقوم بعرض عسكري مهيب لاستعراض ما يقارب المليون عسكري فنزويلي لحماية فنزويلا من أيّ عدوان، سواء كان هذا العدوان من قِبَل أميركا أو جيرانها، وسيتم هذا الاستعراض على مراحل كما أعلنت فنزويلا على لسان رئيسها المُنتَخب ديمقراطياً مادورو.

هذا الاستعراض تلقّته أميركا بالخبر المهم والمُفاجئ من الدولة الفارِضة عليها عقوبات اقتصادية وعسكرية، وبالمقابل قام بومبيو بفرض عقوبات على قائد الجيش الفنزويلي وقائد الشرطة، وبهذه التحكّمات تعتقد أميركا بأنها تستطيع كَسْر إرادة الشعب أو القيادة الفنزويلية، لكن هذا الأمر لم يمنع كاراكاس من الاستعراض العسكري المليوني، بل استمر على نفس البرنامج المُتّبع، ما جعل ترامب يُعيد حساباته من الحصار المفروض على فنزويلا من خلال تشديد الحصار على كاراكاس ومادورو، والدعم الكامل للمعارضة الفنزويلية التي باتت تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الاستعراض العسكري المدعوم من قِبَل الشعب الفنزويلي.

أميركا تبحث عن مصادر دخل جديدة هذه الفترة، فما تقوم به من تصرّف مع فنزويلا وغيرها من الدول الحرّة سببه دخولها أزمة اقتصادية خانِقة، بعد خيبات الأمل التي مرَّت بها سواء كان في الشرق أو في الغرب.

هذه القوَّة الفنزويلية غير المُفاجئة مدعومة بالمُطلق من قِبَل روسيا، وهي تريد الديمقراطية في فنزويلا، ووقوف روسيا مع الدول التي تقوم أميركا بحصارها يجعل أميركا في موقف ضعيف جداً، والشعور بالفشل كما كل مرة تقوم به أميركا، وكان هذا واضحاً من خلال حربها في أفغانستان وانسحابها من سوريا والتمهيد للانسحاب من أيّ مكان توجد فيه قواعد عسكرية أميركية.

هذا الاستعراض العسكري أعلنت عنه كاراكاس بأنه سيتم في البحر، لحماية حدوها من أيّ عدوان، هذا الأمر يُعيدنا إلى الحصار المفروض على إيران من قِبَل أميركا، وفشله بالقوّة الصاروخية والطائرات المُسيَّرة التي ترسلها إيران على البوارج الأميركية في المضيق.

وكما هو واضح من حجم القوات الفنزويلية فهي تسعى إلى إرسال رسائل إلى أميركا بأن كاراكاس تمتلك القوّة العسكرية اللازمة لحماية أراضيها وشعبها وديمقراطيتها التي اختارها الشعب الفنزويلي منهاجاً وشعاراً له، وخصوصاً بعد أن قام القيصر الروسي بدعم فنزويلا بصواريخ أس 300 المُتطوِّرة لحماية سماء فنزويلا من أيّ عدوان.

فنزويلا بقيادة رئيسها المُنتَخب ديمقراطياً مادورو تسير على نهج بوليفار وشافيز للمدافعة عن العالم المضطهَد وتدافع عن الديمقراطية في أية دولة في العالم، وكان هذا من خلال المُدافَعة عن فلسطين والاعتراف بالقدس عاصمة لها.