من جديد إسرائيل تبحث عن نصر

العالم هذه الفترة يشهد مجموعة إفشال كبيرة جداً أمام مقاومة حزب أو دولة، وكان هذا مُتمثّلاً بالصمود الإيراني أمام الولايات المتحدة الأميركية وكَسْر هيبتها بشكلٍ لافتٍ للنظر والسيطرة على مضيق هرمز من قِبَل إيران والتحكّم به كما تشاء.

بعد الهزيمة المُدوّية للحكومة الإسرائيلية في الانتخابات وما رافقها من فضائح أخلاقية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وتأجيل الانتخابات حتى شهر 9/2019، وفشله في تشكيل الحكومة، بدأ يبحث عن نصرٍ كي يفوز في الانتخابات.

في محاولاتٍ فاشلةٍ للفوزِ في الدورةِ السابقة، حاول أن يُثبت للعالم بأنه اكتشف أنفاقاً في جنوب لبنان وبأعدادٍ بسيطةٍ لا تُرضي الناخِب الإسرائيلي، لكنه استدعى مجموعةً من موظّفي الأمم المتحدة للنظر والتأكّد من هذه الأنفاق وما تُشكِّله من خطرٍ على إسرائيل، وكان هذا الوضع بمثابة مَهْزَلة أمام العالم وناخِبيه بهذه الحُجَّة الواهية.

ثم افتعل القصف على غزَّة ببنكِ أهدافٍ وَهْمي كي يُحقِّق نجاحاً في هذه الانتخابات ولكنه فشل أيضاً، وترامب حاول مُساعدته بإعطائه القدس والجولان، وكل هذه التحرّكات قبُيل الانتخابات وكانت نتيجتها الفشل.

العالم هذه الفترة يشهد مجموعة إفشال كبيرة جداً أمام مقاومة حزب أو دولة، وكان هذا مُتمثّلاً بالصمود الإيراني أمام الولايات المتحدة الأميركية وكَسْر هيبتها بشكلٍ لافتٍ للنظر والسيطرة على مضيق هرمز من قِبَل إيران والتحكّم به كما تشاء.

نتنياهو يبحث عن نصرٍ للنجاحِ في الانتخابات حاول الضغط على لبنان من خلال بعض التهديدات، لكن لبنان كان له بالمِرصاد وهدَّد إسرائيل بالفناء في حال أيّ اعتداء عليه، ثم توجَّه إلى قطاع غزَّة فوجد هناك قوَّة لا يُستهان بها من قِبَل المقاومة الفلسطينية من خلال إطلاق الصواريخ لمسافاتٍ طويلةٍ حتى وصلت تل أبيب.

هذه مجموعة الأفشال التي يحصدها نتنياهو جعلته يقوم بقصفٍ مُستمرٍ على سوريا لكي يُثبت لناخبيه بأن يدَه تصل إلى كل مكانٍ، وأيضاً هذه الضربات كانت تأتي على مناطق نائية ولا تحقِّق أيّ هدف.

ومؤخراً قامت إسرائيل بضربِ مُعسكرٍ في العراق تابع للحرس الثوري الإيراني، وهذا هو الفيصل في هذه الضربة بالنسبة إلى إيران، بأن تقوم إيران بدعم هذا الفصيل بأحدث الصواريخ، حتى إذا اعتُديَ عليها من جديدٍ تقوم بالرد فوراً على أيّ هجوم، كما قامت إيران بدعم حزب الله في لبنان، وحركة المقاومة في فلسطين، واليمن أيضاً.

باتت إسرائيل في وضعٍ ضعيفٍ جداً، ولا تعرف كيف يمكنها أن تتمّ هذه الانتخابات والفائِز يمكن أن يكون كفؤاً بحماية إسرائيل أم لا؟! هذه المُعادلة الجديدة وضعها محور المقاومة، والمُعطيات من هذه المُعادلة أنها أفضل من مُحاربة دولة لدولة، فقط مقاومة مُسلّحة بتسليحٍ جيّدٍ يمكنها أن تكسر دولاً عُظمى، كما حصل في هذه الفترة من اضطراباتٍ في الشرق الأوسط سواء كان في اليمن أو في فلسطين أو في لبنان.

لن يجد نتنياهو أيّ حل سوى الانصياع للأقوى واللجوء إلى السِلم في حال أراد العيش في سِلم، فكل الأحداث تدلّ على أن إرادة الشعوب هي الأقوى دائماً، والأحداث الدائِرة الآن دليل على ذلك.