أسرار المقاومين تطهّر قلوبنا وتمنع تزوير التاريخ

توثيق هذا المفصل التاريخي يثبت هذه التضحيات والإنجازات التي كان الأميركي يحرص دوماً على نسبتها لنفسه، والقول أنه من أنقذ المنطقة من جحيم الإرهاب والتكفير، بينما هو المؤسس.

  • لقد وصلت رسالة المقاومة إلى الأصيل، العدو الأميركي الصهيوني، فلا تراجع مهما كانت التضحيات
    لقد وصلت رسالة المقاومة إلى الأصيل، العدو الأميركي الصهيوني، فلا تراجع مهما كانت التضحيات

السلسلة التوثيقية "أسرار التحرير الثاني" حول معارك المقاومة مع الجماعات التكفيرية، والتي تبثّها قناة المنار أسبوعياً، تسلب منا دون مبالغةٍ اللُّبَّ، ومشاهد التفاني والإيثار فيها تملأ عليك كيانك، تفجّر داخلنا مشاعر مختلطةً بين الحزن والفخر بالمقاومة الإسلامية اللبنانية.

دموعي تفرّ في خضمّ مشاعرَ مختلطةٍ متابعاً هذا التوثيق المعمّد حتى تصويره بدماء الشهداء. أستمع بأنشودة المجد للشهداء التي ارتبطت روحياً بهؤلاء "الخمينيين" الذين  يقدّمون حيواتهم، لإنقاذ البشرية من شرور "إسرائيل" وأدواتها "شِلل التكفير والذبح والسلخ" وظالمٌ في حكمه من لا يعترف في لبنان أو إقليمياً أنّ نصر الله وجنوده أنقذونا جميعاً من الدخول في الزمن الصهيوني الداعشي المظلم، فضلاً عن حفظ الحدود مع سوريا، وحماية العمق اللبناني والمقاومة، ومنع أخذ لبنان مطيّةً لإقامة "دويلاتٍ" لتنظيمَي "داعش" و"جبهة النصرة" متّصلةٍ بمواقعهم في سوريا والعراق.

ولولا هذه التضحيات لما استطاعت الدول المحيطة بأجمعها أن تمارس حياتها الطبيعية بالحد الأدنى، فقد فنى هؤلاء "الفتية الكربلائيون" في مصلحة المجموع لأمتهم، وتقدّموا إلى الشهادة على طريق الأهداف التي لا يساوم عليها بأي حال.

كربلاء معاصرة

لطالما قرأتُ تاريخ كربلاء وتضحيات أصحاب الحسين الذين لبسوا "القلوب على الدروع" في نصرة "سيد الشهداء"، لكنني رأيتها اليوم عياناً على شاشة المنار بنسختها المعاصرة، حكاية رجال حزب الله الذين تحوّلت كل أيامهم عاشوراء، وكل أرض تطأها أقدامهم كربلاء، هم أنفسهم من أهدانا التحرير الأوّل وسحقوا جبروت "إسرائيل".

شاهدناهم اليوم بالصوت والصورة كيف كانوا يتسابقون في الجهاد، والفداء لبعضهم البعض، وخدمةً لشعبهم وصولاً إلى تحرير الأسرى، وصناعة "التحرير الثاني" لكل اللبنانيين بكل طوائفهم، ولسان حالهم: لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا.

ممنوع تزوير التاريخ

توثيق هذا المفصل التاريخي يثبت هذه التضحيات والإنجازات التي كان الأميركي يحرص دوماً على نسبتها لنفسه، والقول أنه من أنقذ المنطقة من جحيم الإرهاب والتكفير، بينما هو المؤسس وحلفائه في أنظمة سلالات التسَعْوُدِ والتّصهين، الرحم الحقيقي المصدر لهذه النفايات السامة، وصولاً إلى جناية قتلهم الجنرال الأممي الأهم في إنهاء خلافة "داعش"، قاسم سليماني.

وبحسب خبراء محور المقاومة، فإن أسرار عمليات المحور على امتداد الساحات، موثّق بنفس الطريقة، لتُعرض تباعاً وتمنع تزوير التاريخ، فمعارك حلب عندما تُنشر ستكشف أسطورية قوات المقاومة وهي تقاتل مجاميع التكفير متعددة الجنسيات، ثم تنهي وجودها بقيادة قائد أركان المقاومة الشهيد سليماني.

التهديد الوجودي للصهاينة

كثيرٌ من العرب لم يلتفت إلى أهمية الملاحم التي تُعرض في "أسرار التحرير الثاني"، لكن الصهاينة وصحافتهم وتصريحات عسكرييهم تكشف بجلاء حجم قلقهم من الآتي الذي يحضّره المقاومون لنصرة الحق الفلسطيني، فلا يوجد عائقٌ، كما يقولون، يقف في وجه حزب الله لدخول مستعمرات الشمال ومن فوق الأرض، وكل مراقبٍ محايدٍ لا يشك أن طريق تحرير القدس بات أقصر بمرّات بعد "التحرير الثاني"، ضمن منظومة جديدية تتعزّز فيها حماية ظهر المقاومة واجتثاث التكفيريين أدوات الصهاينة.

لقد وصلت رسالة المقاومة إلى الأصيل، العدو الأميركي الصهيوني، فلا تراجع مهما كانت التضحيات، وعلينا كجمهورٍ مقاومٍ أن نقدّر تضحيات المقاومين وبذلهم، من أجل الوصول إلى النصر، وهي دعوةٌ للشبان عشّاق الكرامة والشهادة من أجل الالتحاق بالمقاومة والاستعداد لمثل هذه  الملاحم بحربٍ نظيفةٍ، العدو المشترك للأمة مشخصٌ فيها فوق أرض فلسطين.

وقعوا في شر أعمالهم

لقد انقلب السحر على صانعيه؛ فالصهاينة وحلفائهم من "قبائل التّصهين" خاصةً في الخليج، سعوا بكل طاقاتهم إلى صنع التهديد الأخطر في وجه حزب الله؛ الإتيان بالمتطرفين التكفيريين الذين لا يفرّقون بين الناقة والجمل، لترتاح دولة الاحتلال من المواجهة المباشرة، لكنها أخطأت استراتيجياً في العمق، وما كان يخاف منه العدو قد حصل.

استطاع حزب الله أن يُنمّيَ قدراته العسكريّة لمحاكاة أساليب القتال في مختلف الظروف والبيئات الجغرافيّة المحيطة بأيّ معركة، كما تحوّلت قوّات حزب الله، التي اكتسبت خبراتٍ مضاعفة من قتال "أصدقاء إسرائيل" إلى تهديدٍ مُستعصٍ، وهذه الجبال المجبولة بدماء المقاومين، انقلبت قلباً مسلحاً يُضاف إلى قوّة لبنان، وقلباً مفخّخاً في وجه "إسرائيل" وأعداء المقاومة، وفي المواجهات القادمة لا محالة، فالمقاومة مدرّبةٌ وحاضرةٌ وذو خبرة، كما أن جغرافيّة الأراضي داخل فلسطين المحتلة أيسر مؤونةً من المناطق التي احتلتها "جبهة النصرة"، تلالٌ شاهقةٌ وطرقاتٌ وعرةٌ، الوصول إليها يتطلب مشقاتٍ جِساما، وأرادات حديديةً ومعنوياتٍ تناطح السحاب.