كرد دياربكر.. خفوت الحماسة لن يمنع من الحسم

في دياربكر قليلة مظاهر الانتخابات. لا حماسة كبيرة في عاصمة المحافظة ذات الغالبية الكردية في جنوب شرق تركيا. فمن ناحية يبدو محسوماً أن الأصوات ذاهبة إلى حزب الشعوب الديموقراطي ومن ناحية أخرى فإن ثمة ما يثقل قلوب الناس هنا.

أصوات دياربكر تصب لصالح حزب الشعوب الديموقراطي
منذ تفجير سوروج الذي أودى بحياة عشرات الشباب الكرد، انتهت محادثات السلام مع الدولة التركية وعادت خشية الاعتقال والملاحقة لتسكن في البيوت مع الناس. الضربات ضد حزب العمال الكردستاتي استجلبت من الذاكرة تاريخاً من القهر والاضطهاد الممنهج في حق ثاني أكبر قوميات البلاد، وفتحت بيوتاً كثيرة لتلقي العزاء في أبناء لها من الغوريلا وهو اسم المقاتلين في الـ"بي كي كي" بالكردية. وأيضاً لاستقبال جثامين شباب قضوا في انفجاري أنقرة اللذين استهدفا تجمعاً لشباب حزب الشعوب.

في البعد القومي يشعر الناس هنا بتناقض بين كرديتهم وتركيتهم. فهذه تركيا التي يطالبون بمعاملتهم فيها كمواطنين متساوين مع بقية الأعراق والقوميات، تغلق حدودها أمام كرد سوريا وبعضهم أهل وأقارب. كذلك يتهم الكرد هنا أردوغان بدعم داعش الذي يمعن مسلحوه قتلاً وإرهاباً وتشريداً بين كرد سوريا.

هذه العوامل يضاف إليها عامل إعادة الانتخابات، تجعل الناس أكثر حسماً وأقل حماسة حيال المشاركة. هم حاسمون في نيتهم المشاركة لتغيير واقع حكم الحزب الواحد الذي يقصيهم وفي الوقت عينه غير متحمسين للنشاطات الانتخابية باعتبار أنهم أنجزوا عملهم في هذا الصدد قبل 7 حزيران/ يونيو حين جرت الانتخابات. حينها فاز حزب الشعوب بنسبة صدمت الجميع إلا أنصاره. صدمة دفعت الحزب الحاكم إلى المماطلة في تأليف حكومة توافق وبالتالي تسببت بالدعوة الى انتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر.

يذهب الكرد باكراً إلى صناديق الاقتراع في دياربكر وغيرها من مناطق جنوب شرق البلاد لتقفل صناديق الاقتراع باكراً خشية أي حادث أمني هم بغنى عنه لا سيما بعد إعلان الـ"بي كي كي" وقف إطلاق النار من جانب واحد إلا في حال الدفاع عن النفس.
هذا الإعلان توج جهوداً سياسية واجتماعية بذلتها الفعاليات الكردية كافة لمنع نزف المزيد من الدماء بعد عقود دموية عاشها الكرد في هذه البلاد.