أتون الشمس

مع موجة الحرّ التي يشهدها العالم العربي، وارتفارع درجات الحرارة إلى ما فوق الأربعين درجة مئوية، يتذمّر الناس عادة من شدّة حرارة الشمس، بينما في جهة أخرى من العالم "الدول الاسكندنافية " يتذمّر الناس من غياب للشمس على مدار العام ما يزيد نسبة الاكتئاب والاكتئاب الشديد والذي يؤدّي إلى الانتحار حسب الإحصائيات، " النرويج " مثلاً.

تخلّى أخناتون عن تعدّد الآلهة المصرية، وأدخل عبادة جديدة تركّزت على " أتون" إله الشمس
في مثيولوجيا بلاد النهرين العراق وسوريا نجد للشمس تقديساً في جلّ الحضارات المتواترة على المنطقة، ونرى في الهند ونيبال حسب المُعتقد الهندوسي "الإله سوريا" وهو إله شمسي رئيسي.
أما الحضارة الفرعونية فالمُكتشافات اللامادية للأسرة الثامنة عشرة، تكشف  بأن أخناتون قد تخلّى عن تعدّد الآلهة المصرية، وأدخل عبادة جديدة تركّزت على "أتون" إله الشمس، وأخناتون هو الروح الحيّة لأتون على الأرض. وابتكر أخناتون فكراً جديداً وهو أناشيد للمعبود بدلاً من الصلوات له ومنها يا من يضي المشرق بنوره فتملأ الأرض بجمالك أيها الجميل القويّ الرائع العليّ فوق الأرض تعاليت فأمتد نورك على الأرض أيها الظاهر الباطن يا من إذا استويت في غرب الكون باتت الدنيا في ظلام يشبه الموت أيها الواحد الأحد الذي لا إله غيره اختلف أخناتون بدعوته عن الفراعنة حيث تعداد الآلهة، وطالب بواحدنية هذا الإله "أتون" من دون شريك، حيث كان ربّ كل الناس المصريين، وأراد أخناتون بهذا الدين الجديد أن يحل محل الآلهة الكثيرة. وقد هجر الملك أخناتون طيبة برغم ما كان لها من السيادة والأبهّة، بعيداً عن كهنة أمون وسمّى نفسه "العائش بالصدق" وأقام له حاضرة جديدة هي "بقايا تل العمارنة" في محافظة المينا المصرية. إلا أن كهنة أمون في طيبة قاوموا فكره ورفضوا دينه الجديد. وكانت زوجة أخناتون نفرتيتي تشاركه الفكر في عبادة أتون إله الشمس. ويعتقد بأن الديانة الأتونية هي من أوائل الديانات التوحيدية، ويعتقد فرويد بأن تلك الديانة هي المحرّك الرئيس، في نشأة الديانة اليهودية "فكرة التوحيد" وبأن النبي موسى أعتقد وآمن بديانة أخناتون وفكرة التوحيد وفلسفتها. حسب فرويد في كتابه "موسى والوحدانية".