هل تحلّ قمّة ترامب أردوغان المُرتقبة المشكلات العالقة بين البلدين؟

على الرغم من فشل المساعي التركية في عهد إدارة الرئيس أوباما بتسليم غولن ، إلا أن الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان يأمل أن يستجيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب للطلب التركي بتسليم فتح الله غولن إلى تركيا ، بعد الوثائق التي قال إنه قدّمها إلى الولايات المتحدة ، وإنها تُثبت أن غولن كان المُحرّك للانقلاب .

أردوغان اعتاد على مسك العصا من المنتصف، فهو استبق لقاءه مع ترامب بلقاء مع بوتين
يرى البعض أن ثمة قضايا عالقة بين كل من الولايات المتحدة وتركيا قد تعقّد صفو اللقاء بين الزعيمين في واشنطن يومي 16 و17 أيار الجاري ، وأن تغيّر الإدارات الأميركية لا يغيّر سياساتها في المنطقة .

أولى هذه القضايا: هي وجود فتح الله غولن رئيس (حركة الخدمة ) في ولاية بنسلفانيا ، وهو المُتّهم بالقيام بالانقلاب الفاشل في الخامس عشر من تموز 2016 ، ضدّ الرئيس أردوغان نفسه .

وعلى الرغم من فشل المساعي التركية في عهد إدارة الرئيس أوباما بتسليم غولن، إلا أن الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان يأمل أن يستجيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب للطلب التركي بتسليم فتح الله غولن إلى تركيا ، بعد الوثائق التي قال إنه قدّمها إلى الولايات المتحدة ، وإنها تُثبت أن غولن كان المُحرّك للانقلاب .

لكن السؤال: هل تُقدِم إدارة ترامب على تسليم غولن؟ .. بحسب توقّعات معظم المراقبين إنها قد لا تفعل ، لعدم قناعتها بحجج أردوغان أولاً، وللعلاقة الوثيقة التي تربط بين الولايات المتحدة وحركة الخدمة التي يتزعّمها غولن ثانياً .

الثانية: التعاون المُتنامي بين القوات الأميركية وبين وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا ( YPG)، وهنا .. لابدّ من أن نذكّر أن تركيا كانت قد شنّت غارات على مواقع حزب العمّال الكردستاني في جبال سنجار في العراق، ومواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في كراتشوك في سوريا في الخامس والعشرين من نيسان الفائت، ما أثار استياء الولايات المتحدة ودفعها لإرسال قوات إضافية لمساندة وحدات حماية الشعب، والفصل بينها وبين القوات التركية على الحدود السورية التركية .

الثالثة: العلاقة المُتجدّدة مع روسيا، حيث يحاول الرئيس التركي تعزيز علاقات بلاده مع روسيا في المجالات كافة، حتى إنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تزويد تركيا  بمنظومة صواريخ اس 400، بالرغم من أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي.

الرابعة: عزم إدارة ترامب ومستشاريه على اتخاذ قرار يهدف إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً، وهو ما صرّح عنه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي المستقيل مايكل فلين، خصوصاً أن ترامب كان أكّد خلال حملته الانتخابية غير مرّة أن حركة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وأردوغان لايخفي أبداً أن حزبه ( حزب العدالة والتنمية ) جزء من هذه الحركة .

صحيح .. أن أردوغان اعتاد على مسك العصا من المنتصف، فهو استبق لقاءه مع ترامب بلقاء مع بوتين، وافق خلاله على الاقتراح الروسي في أستانة لإقامة مناطق تخفيف توتّر وتصعيد في سوريا، لتكون تركيا واحدة من ثلاث دول ضامنة للاتفاق مع كل من روسيا وإيران، لكن السؤال: هل ستكون إدارة ترامب مسرورة للتنسيق التركي المُتصاعِد مع الروس تارة ومع الإيرانيين تارة أخرى ؟

التوقّعات تقول: إن موقف أردوغان سيكون ضعيفاً أمام الولايات المتحدة لأسباب عدّة من أهمها: أنه ليس على علاقة جيّدة مع أوروبا التي عارضت الاستفتاء الرئاسي ، وتعارض إجراء استفتاء من أجل عقوبة الإعدام، كما أن اتّهام أردوغان لأوروبا بالنازيّة يجعل الولايات المتحدة حذرة من التعامل معه، ولا ننسى أن الرئيس التركي كان اتّهم الغرب خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الغيني ألفا كوندي في الثامن والعشرين من كانون أول 2016 في أنقرة بدعم  "تنظيمات إرهابية"، بينها تنظيم داعش في سوريا، ملوحاً بـأدّلة لدى تركيا تثبت ذلك.

أردوغان الذي كان يأمل زيارة واشنطن وهو حاصل على 60 % في الاستفتاء الرئاسي .. يذهب اليوم وهو متّهم بتزوير الاستفتاء الذي لم يتجاوز واحداً وخمسين بالمئة، بحسب ما أكّدته منظمّة الأمن والتعاون الأوروبية ما يجعل أردوغان في موقف ضعيف لكونه يُمثّل رمزاً لانقسام الشارع التركي وليس لوحدته .