ماذا لو حرّر حزب الله فلسطين؟

إنها فلسطين الحاضرة في نبض حزب الله وفي جميع مناسباته، والمنسية أو المُتناسية في عين ونبض العرب، حتى لو تجاهروا وذكروا اسمها، إلا أنها فعلياً منسيّة بالنسبة لهم. يتظاهرون في القضية الفلسطينية وحق العودة ولكن في الخفاء يقيمون الصفقات والعلاقات والاجتماعات السرّية مع العدو الغاصب الذي فتك ولايزال ينهش في جسد الفلسطيني المقاوم أملاً في القضاء على حلم العودة، غير مدرك إنه في كل يوم وفي كل دقيقة يقتل ويأسر ويعذّب فلسطينياً، يولد الآلاف ويقاوم الآلاف وينتفضون غير آبهين بالحياة أو بمذلّة المحتل، إنما باحث عن أرضه وحقّه في استرجاعها.

مصير فلسطين

لماذا نسيَ العربي أخاه الفلسطيني؟؟ من دون أن ننسى الشباب الذي مازال ولا يزال يحمل راية فلسطين، ولكن العربي المقصود هو ذاك الحاكم الذي تناسى واجبه وتجاهر بذكر القضية الفلسطينية في اجتماع جامعة الدول العربية ولو ببند يذكر تحرير هذه الأراضي من الاستعمار الذي من خلال وعد بلفور المقيت، هجّر سكان البلاد الأصليين وزرع كياناً معتدياً احتل الأراضي الفلسطينية تدريجياً، والآن يحاول إخراج من تبقّى عبر أساليب مختلفة من استيطان واستحلال أراض وتدمير بيوت وآخرها منع الأذان في المساجد غير مدركين أنه إن لم يصدح صوت الأذان من منابر المساجد سيصدح من كل بيت فلسطيني قائلاً: باقون باقون.... وأنتم سترحلون...


لماذا علينا القول "القضية الفلسطينية" إنها ليست قضية خاصة ومحضة للشعب الفلسطيني، إنها قضية العرب! وجَبَ على كل عربي مقاومة العدو وطرده واسترداد أرض عربية محتلة  قبل أن تكون لفلسطين إنها أرض مقدّسة اجتمعت فيها الأديان السماوية، ولكن دُنّست من قِبَل الاحتلال؛ أليس من الجدير تسميتها ب "القضية العربية الجامعة"!!

لماذا كان ولا يزال همّ إسرائيل الأوحد القضاء على حزب الله؟ أليس لأنه الوحيد الحامل الجدّي والمُدافع الشرس عن هذه القضية الجوهرية والأساسية. ويا للعجب!! كيف تنتظرون مساعدة الغرب في دعم مثل هذه القضية وأنتم العرب متشرذمون لا تتفقون وتوحّدون صفوفكم أمام الغرب، حتى يجد تماسكاً حقيقياً ودفاعاً جدّياً في شأن قضية الأمّة الإسلامية "فلسطين".

الكل يدرك وخاصةً الشعب الفلسطيني أن وعد حزب الله صادق ولكن لا ندري متى ستحين ساعة الصفر!!

لو فعلاً اجتمع العرب، وكانوا يداً واحدة وقلباً واحداً كما اجتمعوا على سوريا ووفّروا أموالهم التي تدفّقت وهطلت على الجماعات المسلّحة آملين القضاء على محور مقاوم؛ ماذا لو كرّسوا هذه الهبات للشعب الفلسطيني!! ومدّوا له يد العون!! ودحروا محتلاً من أراضٍ مسلمة 99% وليست شيعية، لوجدنا أنهم قادرون على إسترجاع الأرض العربية التي اغتُصبت عنوةً من أصحابها.

الفلسطيني له الحق في العودة والعيش في كرامة داخل أرضه، يدافع ويحكم كل شبر من أرضه ويقاوم في كافة الوسائل المتاحة والمتوافرة له. فلا يمكن أن نسمّي المقاوم إرهابياً ولا يجوز إجراء مقاربة بين مقاوم يهدف إلى استرجاع أرضه وبين إرهابي يعبث ويقتل بإسم الدين الإسلامي. وجب تسميته شهيد ومقاوم الأمّة العربية من يدافع ويعمل على طرد العدو الصهيوني الذي فتك بأطفاله، وبشيوخه وبشبابه. ألا يخجل الحكام من أنفسهم عندما يضرب أو يقتل صهيوني طفلاً فلسطينياً بريئاً أو يأسره ويقضي على طفولته، غير مدرك أنه ينمّي في نفسه ويشدّ عقيدة المقاومة لديه. ألم يحن توحيد الصفوف والاجتماع على قضية العرب الفعلية "فلسطين"؟

حتى لو تجاهلتموها، إلا أن هذا الفلسطيني تكفيه كلمات سيّد المقاومة أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله ووعده بتحرير الأراضي الفلسطينية وإعادة الحق إلى أصحابه؛ "نحن شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدّسات الأمة في فلسطين".

 ماذا لو جاء هذا اليوم الموعود ونفّذ حزب الله وعده الصادق وفتحت معركة استرداد فلسطين بمساعدة إيران والدول المقاومة؟ هل ستندفع الدول العربية وتمديد العون وتساعد في تحرير الأراضي الفلسطينية؟ أم أنها ستفتح حرباً ضد الحزب تحت ذريعة الشيعة يريدون احتلال الأراضي الفلسطينية، وبذلك يمدّون يد العون لإسرائيل ويهجّرون الفلسطينيين؟ هل ستستقبلونهم مثلما هجّرتم السوريين من أراضيهم وأقفلتم أبواب سفاراتكم في وجوههم؟

عجيب أن يتناسى العرب قضية فعلية حساسة ومصير أمة، وعجيب أن يساعدوا الغرب في تحقيق مأربه في ضرب العالم العربي. المقاومة متاحة للجميع، كل إنسان يمكن أن يكون مقاوماً بكلمة أو بوثائقي يسرد هذه القضية، يمكن أن تكون المقاومة سلاحاً في وجه عدو غاصب. ويبقى السؤال هل سيحرّر العرب فلسطين؟ أم أن هذه القضية ستكون محط أنظار حزب الله والمقاومة قريباً؟