الكرد والعراق

قومية الكردي مثل مذهب الشيعي، كلا الهويتين كادتا أن تسحق قبل 2003، وكلاهما سعى للتامين عليها سبباً للبقاء.

اختار الشعب الكردي وقيادته السياسية البقاء ضمن العراق
يشكل الحراك السياسي للكرد رقماً متحركاً للازدياد دوماً ضمن العراق، فهم بموجب العقيدة القومية التي يمنهجها الحراك الحزبي لاسيما الديمقراطي منها، وايضاً ضمن الشق الوطني، كانوا الاوائل ممن حمل السلاح بوجه العسكرية العراقية التي لها قبل 2003 ملف ضخم مؤلم معهم، لاسيما واليوم هو ذكرى إبادة 183 الفاً من المدنين الكرد عام 1988.

مفارقة غريبة يعيشها العراق، هي أن الكرد يتكلم أغلبهم العربية فيما لا يتقن الكردية إلا عدد قليل من العراقيين يكادون لا يتعدون العشرة اشخاص!
ومع ذلك فقد اختار الشعب الكردي وبقيادته السياسية البقاء ضمن العراق، وعدم الذهاب إلى مفصل يؤدي غلى كسر الوحدة الوطنية، رغم عمليات التشويه ضدهم والتي قادها اثنان، اما باحث عن دور سياسي ليجد في جهله بالملف الكردي ما يسد  نقصه، أو طليق من بقايا بعث العراق أعاد انتاجه ليختبأ خلف الشتمة لاكل الغنيمة من المشهد المبعثر للتكتلات الكثيرة التي افقرت العناوين المتحزبة الجديدة من كثرة الانتشار الحزبي!
 عام 1991 انحسر دور نظام صدام عن كردستان غلا من شيء واحد وهو حصاره المفروض عليها، لكن الحياة استمرت هناك، ولكنها استمرت بصعوبة لكنها استمرت ونمت وانفتحت على الحراك العربي العراقي الذي جعل من تواجده ضمن جغرافية الاقليم تاريخاً يحتج به على السبق للمعارضة.
الكرد في السلطة عراقيون ليسوا طائفيين، وليسوا متورمي العرق القومي، بل هم عراقيون دون استعداد للمجيء بالدرجة الثانية، وكانوا من اشد المتحمسين لبناء منظومة تعيد العراق إلى أيام خيره من دون المرور بسنوات شره التي تلت السقوط  بعام واحد، فمن نار القاعدة الى كواتم قتلت ثم اختفت!
الكرد يجدون في الشريك الشيعي صلة قربى سجن وحبل مشنقة وإقصاء، ويحبون أن يفهمهم الاخرون مثلما يحب الاخرون أن يتفهمهم الغير، ويستغربون من عدم شعور الاخرين بوضعهم فقط لأن الاخر لم يعان عقدة القومية التي لا يرتاح صدام حسين لها.
قومية الكردي مثل مذهب الشيعي، كلا الهويتين كادتا أن تسحق قبل 2003، وكلاهما سعى للتامين عليها سبباً للبقاء.