إرهاب مُمَنهَج وليس أخطاء فردية

نحن ثوّار ولسنا جيشاً نظامياً لذلك تحدُث بعض الأخطاء الفردية، ما سبق يُعتَبَر العبارات الأكثر تداولاً على لسان الائتلاف السوري المعارِض وقادة الفصائل المسلّحة خلال السنوات التسع الماضية من عُمر الأزمة السورية .

كل الثورات في العالم حصل أثناءها بعض الأخطاء الفردية ما جرى هو مُجرّد خطأ فردي و لا يُعبِّر عن حقيقة الثورة السورية وأخلاقها.
نحن ثوّار ولسنا جيشاً نظامياً لذلك تحدُث بعض الأخطاء الفردية، ما سبق يُعتَبَر العبارات الأكثر تداولاً على لسان الائتلاف السوري المعارِض وقادة الفصائل المسلّحة خلال السنوات التسع الماضية من عُمر الأزمة السورية .
أخطاء فردية !!!
لربما استعراض بعض هذه الأخطاء الفردية ( بحسب توصيف الائتلاف  والفصائل المسلحة ) يساعدنا في تفكيك شيفرتها ( أسباباً و نتائجاً ):
1- أن يكون القائد الحقيقي وصاحب اليد الطولى والصوت المسموع المُطاع (( للثورة السورية )) ، الشيخ الإرهابي عدنان العرور مُبتَكِر نظرية القَرْع على الطناجر لإسقاط النظام، الداعِم الأبرز للجماعات و الفصائل المسلّحة التكفيرية ، وصِلة الوَصل بينهم وبين الجهات الخارجية المُموِّلة .
2- أن تكون لوحة أيقونة ((الثورة السورية )) تضمّ أسماء لشخصياتٍ عُرِفَت بجهلها و إجرامها و إرهابها من مثل ( عبد الباسط الساروت - خالد حياني - بلال الكن - فهيم عيسى - حسن جزرة ).
3- فتح الباب أمام دخول آلاف الإرهابيين من شتّى أصقاع العالم، و اعتبار تنظيم داعش وجبهة النصرة أخوة و شركاء ، واحتضانهم فإضافة إلى تنظيم داعش والحزب الإسلامي التركستاني و جبهة النصرة، نجد أن العديد من الفصائل السورية تضمّ في صفوفها إرهابيين أجانب كحركة أحرار الشام على سبيل المثال لا الحَصْر .
و بالعودة إلى تنظيم داعش من المفيد أن نذكر بما صرَّح به القيادي في الجيش الحر عبد الجبار العكيدي 2013 إنه يعتبر عناصر تنظيم الدولة  (داعش ) أخوة و شركاء، و هم ليسوا إرهابيين تكفيريين، مؤكّداً أن علاقته الجيّدة معهم تُرجِمَت إلى تواصلٍ يومي، أما في إطار الفكر التكفيري الذي يتبنّاه داعش فأشار العكيدي في ذات اللقاء أنه توجد بعض "الأخطاء الفردية"  من بعض العناصر في تنظيم الدولة ، و لكن على مستوى القيادات لم يجد أيّ فكر تكفيري إرهابي ، بل أكثر من ذلك أشاد العكيدي بجهود تنظيم الدولة الذي يقود عملية إصلاح و محاسبة الفاسدين من باقي الفصائل، إذاً داعش بحسب العكيدي ليس تنظيماً إرهابياً تكفيرياً ، بل على العكس هو تنظيم يحمل فكراً إصلاحياً، و ما تتداوله وسائل الإعلام عن إجرام داعش ما هو إلا عملية تهويل إعلامي لبعض الأخطاء الفردية.
4- اغتيال الدكتور محمّد سعيد رمضان البوطي أثناء تواجده في جامع الإيمان في دمشق آذار 2013.
5- إعدام القسّ فرانسو مراد و ذلك في 23 حزيران 2013 قرية الغسانية - جسر الشغور – إدلب.
6- اغتيال الأب فرانس فاندرلخت رئيس دير الآباء اليسوعيين في مدينة حمص نيسان 2014 .
7- اختطاف سميرة الخليل و رزان زيتونة ووائل حمادة وناظم حمادي كانون الأول 2013.
8- اختطاف الأب باولو دالوليو في تموز 2013
9- اختطاف مطران السريان الأرثوذكس في حلب يوحنا إبراهيم ، ومطران الروم الأرثوذكس في حلب بولس يازجي في نيسان 2013 و مازال مصيرهما مجهولاً حتى الآن .
10 - خطف الأطفال و النساء و نقلهم إلى تركيا ( الذين تم خطفهم إثر مجزرة ريف اللاذقية الشمالي 2013 ،  و إثر مجزرة الراشدين بحق المُهجَّرين من أبناء كفريا الفوعة 2016 ) .

ومؤخّراً شَهِدت محافظة إدلب جريمة إرهابية بشعة، وهي خطأ فردي آخر ودائماً بحسب توصيف المعارضة السورية !!، سوزان دير كريكور مُدرِّسة اللغة العربية ( عزباء ) وَهَبَت حياتها للتدريس و بعد تقاعدها وَهَبَت حياتها للعمل في الكنيسة ، أبت أن تغادر قريتها اليعقوبية التابعة لمنطقة جسرالشغور في إدلب بعد أن سيطرت عليها المجموعات الإرهابية الحليفة لتركيا .
سوزان إبنة الواحد والستين عاماً توقَّعت أن ثلاثين عاماً من تدريس أبناء المنطقة على مختلف طوائفهم سيشفع لها عند هؤلاء الوحوش البشرية،  ولكنهم أبوا إلا أن يثبتوا مرةً أخرى إن إرهابهم و إجرامهم لا حدود له .. اغتصبوها بشكلٍ جماعي .. مارسوا عليها شتّى أنواع التعذيب .. تسع ساعاتٍ متواصلة من التعذيب و الاغتصاب ، و في النهاية قرَّر المجرمون أن ينهوا حياتها رَجْماً بالحجارة، ما حدث مع سوزان ديركريكور لم يكن استثناء، بل هو سياسة ممنهجة تحدث في كل منطقة تقع تحت سيطرة تركيا أو الفصائل الحليفة لها ،  وذاكِرة السوريين مازالت تتذكَّر حفلة التعذيب و الذَبْح التي تعرَّض لها نضال جنود، و ما قام به الإرهابي خالد الحمد أبو صكار ( و الذي يُعرَف بآكل الأكباد بعد ظهوره في مقطع فيديو وهو يقوم بشق صدر جندي سوري  و أكل قلبه )، وحادثة أخرى في عفرين شباط 2018 التمثيل بجثة الفتاة بارين كوباني .

قَتَلَة سوزان دير كريكور هم ذاتهم مَن تدافع عنهم وتدعمهم وتسعى إلى حمايتهم كل من الولايات المتحدة و تركيا و (( إسرائيل ))، واللافت للانتباه أن تحدث جريمة قتل سوزان ديركريكور ، بالتزامُن مع استضافة واشنطن لمؤتمر الحريات الدينية ؟!!!ولن يستغرب السوريون في ظلّ المشهد السريالي الذي يعيشونه و طريقة التعاطي الدولي مع الأزمة السورية،  إن قرَّرت واشنطن عقد مؤتمر للحريات الدينية في قرية قلب لوزة ( تقع في محاقظة إدلب اشتهرت بسبب المجزرة التي ارتكبتها الفصائل المسلحة بحق المدنيين السوريين الدروز ) أو في قريتي كفريا الفوعة ( سوريون شيعة تم تهجيرهم )، أو في معبطلي عفرين ( سكانها سوريون كرد علويون هُجِّر قسم منهم  والبقية يُمنَعون من ممارسة شعائرهم الدينية) أو في اليعقوبية إدلب  (سوريون مسيحيون )، أو في قرية براد حيث قامت الفصائل الحليفة لتركيا بنبش و نهب و تخريب ضريح شفيع الكنيسة المارونية مار مارون، أو في أية قرية من المنطقة الممتدة من (جرابلس مروراً  بأعزاز و عفرين وصولا" إلى إدلب ) التي تحتلها تركيا بالتعاون مع فصائل مسلّحة ، تلك المنطقة التي تحظى حتى الآن بحمايةٍ دوليةٍ توفّرها الولايات  المتحدة  وتركيا و (( إسرائيل )).