الكذب بين الفلسفة والسياسة

الكذّاب ليس هو الشخص الذي يملك القدرة على الكذب، بل هو الذي يميل إلى ممارسة الكذب".

  • كتاب
    كتاب "تاريخ الكذب" للفيلسوف جاك دريدا.

الكتاب: تاريخ الكذب. 

المؤلف: جاك درّيدا.

 ترجمة وتقديم: رشيد بازي.    

الناشر: المركز الثقافي العربي ــ مكتبة الفكر الجديد.

الكتاب هو دراسة كرّسها الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا لمفهوم الكذب، وهي صياغة مختصرة للدروس التي ألقاها في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية بباريس (كوليج دو فرانس).

دريدا فيلسوف وناقد أدب فرنسي ولد في مدينة الأبيار بالجزائر، وهو رائد الفلسفة التفكيكية. 

يفتتح الفيلسوف مؤلفه بالرجوع إلى كتاب "غسق الأوثان" لنيتشه، فيتحدث عن "كيفية تحول العالم الحقيقي إلى خرافة"، ثم كيف استحال مفهوم "العالم الحقيقي إلى أطول خطأ في تاريخ الإنسانية على التوالي، مع كل من أفلاطون، المسيحية، كانط، ومن بعدهم الفلسفة الوضعية، إلى أن استفاق العقل من هذا "الوهم" مع زاردشت".

التدمير لإعادة البناء

أغرب ما في الكتاب أن صاحبه يختار شأناً اعتيادياً وعاماً يحصل باستمرار، وهو الكذب، وينقضّ عليه بأدواته الفكرية والفلسفية ليبحث في مختلف أحواله ووجوهه وانعكاساته ونتائجه، كأنما هو يبحث في شأن بالغ الأهمية والجدّية... شأنٌ يستحق كل الاهتمام والتنقيب والتحليل. وهذا على كل حال ميدان فلسفي لا يصح الاعتراض عليه، لا سيما وأن جاك دريدا، في غوصه الواعي داخل الكذب، إنما يستعرض في الحقيقة فلسفته التفكيكية التي تميّز بها، كواحد من أبرز مفكري هذا العصر، هذا بصرف النظر عن موقف المجتمع عموماً من موضوع الكذب بحدّ ذاته. إلى ذلك وربما في طليعته، برز دريدا كناقد متشدد للفلسفة الأوروبية التي لم يستسغها، وواجه منتقدي فلسفته التفكيكية بمقولته التي اشتهر بها ومفادها: "إذا كان التفكيك مدمر حقاً، فليدمّر ما شاء من الأبنية القديمة المشوّهة... من أجل أن نعيد البناء من جديد."

"تاريخ الكذب" ليس سرداً تاريخياً للكذب أو تأريخاً له، بل هو عمل توجّه إلى تحديد مفهوم الكذب. وهذا ما حدا بالكاتب إلى نبش الأفكار الإنسانية التي ناقشت هذا المفهوم منذ أفلاطون وأرسطو، وصولاً إلى المعاصِرة الألمانية حنا آرنت ودراستها الموسعة في السياسة والكذب والعلاقة القائمة بينهما.

كتاب الفيلسوف داريدا ليس سهلاً بمقدار ما إن قراءته له ليست هيّنةً، لا لصعوبة الأسلوب التعبيري الذي يعتمده صاحب استراتيجية التفكيك التي أعلنها منذ ستينات القرن الماضي فحسب، بل لأن قراءة دريدا تستلزم اطلاعاً واسعاً على تراث الفكر الأوروبي منذ فجره اليوناني، مروراً بعصر النهضة وفلاسفة عصر الأنوار، وصولاً إلى  أعمدة الفكر الحديث، أمثال ماركس ونيتشه وغيرهما كثيرون.

الواقع أن الحديث عن الكذب بحد ذاته، هو أمر مُثير للوهلة الأولى، بخاصة حين يُطلقه فيلسوف من وزن "جاك دريدا". فالكذب الذي هو إشكالية أخلاقية واجتماعية أساساً، جعل منه الكاتب مبحثاً قائماً بذاته. ويُشير صاحب "تاريخ الكذب" في مطلع مؤلِفه إلى ضرورة التمييز بين تاريخ الكذب كمفهوم، وتاريخه في حدّ ذاته كأداء، ويحيل المفهوم على عوامل تاريخية وثقافية تتعلق بالكذب وتختلف من حضارة إلى أخرى، وحتى داخل الحضارة الواحدة. 

هنا يستعين بقول لأرسطو مفاده أن "الكذّاب ليس هو الشخص الذي يملك القدرة على الكذب، بل هو الذي يميل إلى ممارسة الكذب". ونقيض الكذب ليس الحقيقة أو الواقع، بل الصدق. من المستحيل لاعتبارات بنيوية، البرهنة بالمفهوم الضيّق لهذه الكلمة أن أحداً ما قد كذب، على الرغم من أننا يمكننا البرهنة أنه لم يقل الحقيقة. ولو أتينا بالقرائن التي تُدلّل على كذب فلان، فإنه لن يمكننا الحسم بما يخص نيته على فعل الكذب، وستمنع عبارات من قبيل "حصل سوء تفاهم" و"كانت نيتي حسنة"، من قطع الشك باليقين في كذب أحدهم.

يعتقد دريدا أن من الضروري وضع حدود صارمة بين الكذب والخطأ؛ فهما مختلفان تماماً أحدهما عن الآخر. الكذب يختلف عن الخطأ لأنه يكون مقصوداً ويستدعي العزم المُبيّت على إلحاق الأذى. ذلك أنه بوسعنا أن نخطئ وأن نغلط من دون أن يكون الهدف من ذلك خداع الآخرين، أي الكذب عليهم. وبإمكاننا أن نخطئ أو نغلط كذلك من دون أن نكون قد كذبنا، إذ عندما ننطق بأقوال خاطئة أو مغلوطة، ونحن نعتقد أنها صحيحة، ونوصلها إلى الآخرين من دون أن نقصد خداعهم، فإننا لا نكذب. عندما نعتقد أن ما نقوله صحيح ونؤمن به، فلا يمكن أن نكون كاذبين، حتى لو كان ما نقوله خطأ. فليس من الممكن اعتبار الكذب على أنه حدث أو حالة. إنه فعل مقصود. 

يُعرَف عن دريدا أنه سار على خطى نيتشه في تحطيم الثنائيات. فهو يتحدث عن الخرافة، تلك المساحة الشاسعة بين الصدق والكذب، ويستعين بنيتشه (المحطم الأكبر للأوثان الفكرية والثنائيات)، فيقول "إن نيتشه يستمر في طرح أو افتراض علاقة متصلة بين الكذب والخطأ، ومن ثمة بين الحق والصدق، ما يمكّنه بالفعل من طرح قضية الكذب في أسلوب محايد وبعيداً عن الاعتبارات الأخلاقية، أي كمسألة نظرية وإبستمولوجية". بعد ذلك، يلتفت دريدا إلى الفكر اليوناني وفي مقدمته فكر أفلاطون، مُركِّزاً على عنوان فرعي ورد لدى أفلاطون تحت اسم "فن الكذب"، ثم ينتقل إلى أرسطو الذي ركّز في كتاب الميتافزيقيا على ثلاث موضوعات تتصل بالكذب، "أولها الشيء، وثانيها القول، وثالثها الإنسان الكذاب، وهذا الأخير ليس فقط الذي يملك القدرة على الكذب، بل هو الذي "يميل إلى الكذب".

استحالة خداع النفس

يعتقد دريدا أن من المستحيل على المرء أن يكذب على نفسه. المعنى أنه سيكون عاجزاً عن أن يُقنع نفسه بأمورٍ مختلفة عن تلك التي يفكر فيها فعلاً على أنها حقيقة، وأن يفعل ذلك بقصد خداع نفسه والتسبّب بالضرر لها. فنفس المرء ليست آخر مستقلاً عنه، ولا يمكن اعتبارها كذلك إلا إذا كانت آخر مستقلاً، وهي ليست كذلك ولا يمكن أن تكون. 

إنه من البديهي أن الكاذب يعرف أنه لا يقول الحقيقة، أي أنه يكذب. من هنا يمكن القول إن الكذب بكل بساطة هو تصريح مخالف للحقيقة بطريقة متعمدة. لذا لا بد له أن يلحق الأذى بالآخرين وحتى بالإنسانية جمعاء. 

يقول الكاتب: "لو كان للكذب - كما هو شأن الحقيقة - وجه واحد، لكانت العلاقات بيننا أحسن ممّا هي عليه عادة، إذ يكفى أن نحمل على محمل الصدق نقيض ما ينطق به الكاذب منّا. إلا أنّ نقيض الحقيقة له مائة ألف وجه ولا يمكن الإلمام كلياً بالحقل الذى يشغله".

ويستعرض الكاتب على نحو سردي بعض ما قيل فى شأن الكذب. يبدأ بما ذكره أرسطو: "الكذّاب ليس فقط من يملك القدرة على الكذب، بل هو الذى يميل إلى الكذب" كما سبقت الإشارة، مروراً بما ذكره جان جاك روسو: "أن تكذب لمصلحة نفسك، فهذا مستحيل، وأن تكذب لمصلحة الغير، فهذا تدليس، وأن تكذب بقصد إلحاق الأذى بالآخرين، فهذا افتراء، وهذا هو أسوأ أصناف الكذب. وأن تكذب من دون أن تقصد مصلحة أو إلحاق الأذى بك أو بغيرك، فأنت لا تعتبر كاذباً، وما تقوله ليس بكذب، بل مجرد تخيّل".

الكذب وفعل الكذب

في مجال آخر يقول دريدا إنه لوضع الأمور في نصابها، لا بد من القول بضرورة التفريق بين أمرين بهذا الخصوص هما: الكذب وفعل الكذب. "فلا وجود للكذب بتاتاً" كما يقول، بل إن الوجود المقصود هو "فعل الكذب". هكذا يعمد رائد الفلسفة التفكيكية إلى تفكيك المفهوم الكلاسيكي السائد عن الكذب، ويهدم التعريف التقليدي له، والقائل بأن الكذب "فعلٌ مقصود". ويتابع فيعتبر أن فعل الكذب هو بحدّ ذاته نوعٌ من الإنجاز. فثمة في رأيه علاقة عضوية تربط الكذب بالوعد، ومن ثم بالحنث بالوعد. لذا فالكذب هو إخلال بالوعد الذي أعطاه الكاذب ضمنياً للآخرين بقول الحقيقة لهم. ومن هنا فالكذب، في رأي الكاتب، يتخذ طابعاً إنجازياً لأنه يتضمن في الوقت نفسه وعداً بقول الحقيقة، وخيانة لذلك الوعد.

ويعتمد مقاربة مبتكرة إذ يلاحظ أن ألفاظاً ومفاهيم عدّة التبست بالكذب، مثل الخطأ والحماقة والخبث والإيديولوجيا وحتى الشِعر. والحقيقة أن هذه المفاهيم تبني فضاءً ضبابياً حول كلمة الكذب. ومن هنا يتساءل الكاتب إن كان تمثُّل الظاهرة يحدث بالشكل نفسه بين حضارة وأخرى، وخصوصاً في مستويات مختلفة من الحضارة نفسها، كما هو الحال في الحضارة الغربية التي هي تراكم إغريقي، روماني، يهودي – مسيحي..؟  ويقول متابعاً: هل نحن إزاء مدلول ثابت للكذب، وبالتالي هل نحن قادرون على كتابة تاريخ الكذب؟ هنا، يوقفنا صاحب "الكتابة والاختلاف" أمام ضرورة التمييز بين تاريخ الكذب كمفهوم وتاريخ الكذب كظاهرة، فيقول إنه يقتضي علينا هنا أن نلغي القياس البسيط على ما هو صحيح أو خاطئ. فالكذب هو عملية محاكاة لهما معاً يجعل من الصحيح نموذجاً لإطلاق الخاطئ. فالأكاذيب إذن ليست سوى محاكاة للحقيقة، والأساطير كانت هي الأخرى محاكاة، أي أن هذه العملية يستدعيها الإنسان كلما كانت لديه تمثّلات ذهنية ونفسية لا تُصاغ منطقياً.

ولعل هذا ما يدفعه إلى القول إنه "يجب التمييز بين تاريخ الكذب كمفهوم، وتاريخه في حد ذاته "كممارسات وأساليب ودوافع وتقنيات وطرق ونتائج". ويتساءل إن كان بالإمكان التمييز بين ثلاثة أمور مختلفة في ما بينها، أولاً التاريخ الخاص بمفهوم الكذب، وثانياً التاريخ الخاص بالوقائع، وقائعه هو (الكذب) والوقائع التي نتجت عنه، وثالثاً التاريخ الذي يروي كل الأكاذيب، أو الكذب بصفة عامة.

الكذب والسياسة

يتجاوز دريدا التقسيم الأخلاقي (الكانطي)، حيث أن كانط كان يضع الكذب ضمن عالم الأخلاق القائم بذاته، فيعتبر أن الكذب هو الآخر موجود بذاته. أما دريدا فهو يحطم هذا المفهوم تماماً، ولا يتوقف عن التأكيد على مناقشة "قصدية الكذب" (بمعنى أن الكذب هو فعل مقصود ولا يأتي عفو الخاطر)؛ وهنا يعرّج بسرعة على مفهوم "قصدية الوعي" عند فيلسوف ألماني آخر هو إدموند هوسرل، منتقلاً بعد ذلك إلى تفكيك وتفتيت تعريف القديس أوغسطين، ومعيداً إياه إلى عناصره الأولى، رافضاً الحكم على تعريف أوغسطين بالسطحية، ويعتبر أن ما يتناثر من عناصره حينما يفتته، يؤكد على أهمية التعريف، ويعتبره "بمثابة متاهة بإمكاننا أن نضلّ طريقنا فيها في أي لحظة، وسنحتاج إلى كل العناصر المكوّنة له في تحليلنا، وكذلك سيتطلب منا القيام بأمور تفوق كل إمكاناتنا، كالتطرق مباشرة إلى جوهر الإرادة والقصدية والوعي القصدي والحاضر لذاته".

ويخرج دريدا من هذا المفهوم إلى القول بإن اللجوء إلى الكذب ليس خطأً ولا صواباً، بل هو إحدى الوسائل الضرورية والمشروعة لكل من يمتهن السياسة أو يمارس الديماغوجية، أو كذلك لممارسة الحكم. وهنا يطرح تساؤله اللمّاح: كيف يمكن أن يكون للكذب تاريخ مستقل في حين أن التاريخ، والتاريخ السياسي على وجه الخصوص، يزخر، كما يعلم الجميع بالكذب؟ 

في هذا السياق ينقل عن الفيلسوفة الألمانية حنة أرندت قولها إن اللجوء إلى الكذب هو إحدى الوسائل الضرورية والمشروعة لممارسة السياسة والحكم. فهي ركزت في دراستها "الحقيقة والسياسة" التي صدرت في نيويورك عام 1967، على دور الإعلام والتصريحات الكاذبة وحتى خداع الذات في عالم السياسة.

من هنا يطلق مفهومه الخاص فيقترح أن يبقى الكذب خاماً وفظاً، وأن نسمّيه بالمفهوم الطليق للكذب، "والطلاقة هنا رهينة بالوضوح القوي والحاسم". ثم يعود بعد ذلك ليؤكد أنه حينما يتحول الكذب إلى ظاهرة خالصة، فإنه "من المستحيل وضع الإصبع عليها وتقديم براهين لإثباتها وإخضاعها بطريقة صارمة لأي حكم نظري تحديدي". وسرعان ما يكتشف أن الصمت يظهر كتحدٍ أمام المفهوم الطليق للكذب؛ فكيف يحضر الكذب بالصمت؟ وهل هناك لغة تساعدنا على تفكيك الصمت وتبيان دوره في الكذب؟! لا، يجيبُ دريدا، فكيف لنا بالتالي أن نُلمّ بـ"مختلف الظواهر المحيطة بالصمت، والتي تهدف إلى خداع الآخرين، وأحياناً إلى إلحاق الأذى بهم، وقد تكمن من ورائها، على العكس من ذلك، مقاصد حسنة لا يمكن التشكيك فيها؟".

هتلر ونظرية الكذب

يستعين دريدا بمقالة لألكسندر كواري بعنوان "تأملات في الكذب"، جاء فيها: "لم يسبق للإنسان أن مارس الكذب بهذا الحجم وبهذه الطريقة المنسقة والوقحة التي يتخذها الكذب في أيامنا هذه". ويحض كواري على التذكر بأن فكرة الكذب تستدعي الفكرة المناقضة أو النافية لها وهي فكرة الصدق. وهنا يتحدث عن كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر، فيقول إنه يتضمن نظرية للكذب، وبأن قرّاء هذا الكتاب "لم يفهموا بأن الحديث يدور عنهم". 

وفي رأي الكاتب، فإن فلسفة الأنظمة الشمولية تسعى إلى اقتباس النظريات البيولوجية والذرائعية المرتبطة بالحقيقة، والعمل على استخلاص أقصى ما يمكن أن تقدم من إمكانات، ليس لكشف الواقع بل لمساعدتنا على تحويله وتغييره. 

لم يكن من الصعب على كواري في المرحلة التي عاش فيها أن يجد الأمثلة الكافية لتجسيد "أولوية الكذب" كما تؤسسها الأنظمة الشمولية، ولا يصعب علينا في أيامنا الراهنة إيجاد أمثلة على ذلك. فمما لا جدال فيه أن الإنسان مارس الكذب دائماً على نفسه وعلى الآخرين. إنما ومن جهة أخرى، فالكذب، وبخاصة عند السياسيين، هو مرادف للمستقبل. وعلى العكس من ذلك، فقول الحقيقة هو قول ما وقع، ما سبق أن وقع، أي ترجيح كفة الماضي.

ويرى دريدا أن هناك عاملاً من شأنه أن يمنع ظهور مشروع تاريخ للكذب، ألا وهو التفاؤل الدائم. إلا أن ظهور الحقيقة وانتصارها يبقيان دائماً ضروريين.

خاتمة

في النهاية ليس من المتعسّر على القارئ تتبّع الخيط الرابط لتحليلات دريدا حول إمكان تشكيل تاريخ خاص بالكذب من حيث هو كذلك. الكاتب في النهاية يذكّر ويُصرّ على أن ما وصل إليه هو أحكام تأملية وليست أحكاماً تحديدية نهائية. ويحسم أنه لا يمكن لتاريخ الكذب أن يتحول إلى موضوع نظري، بإمكان المعرفة الإلمام به. فهذا يستدعي أقصى ما يمكن من المعرفة، على الرغم من أنه يبقى بنيوياً، مغايراً لها. ومن ثمة، فكلّ ما يمكن الحديث عنه هو الشكل الذي قد يتخذه تاريخ الكذب، هذا في حال كان وجوده ممكناً.