الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية بكامل أعضائها وقيادة المايسترو أندريه الحاج هي القاسم المشترك للاحتفالية الحاشدة التي شهدها الصرح البطريركي في بكركي، مساء الإثنين، في الأول من نيسان/ إبريل الجاري بعنوان: "قيامة إبن الإنسان"، رعاها وحضر فقراتها المتنوعة حتى آخرها غبطة البطريرك الكاردنال  مار بشارة بطرس الراعي وهو نفسه من اختتم الاحتفالية بكلمة مرتجلة بالعامية تحدث فيها عن "البون" الشاسع بين الناس والسياسيين، فيما ألقت رئيسة الكونسرفاتوار هبة القواس كلمة الافتتاح، مشددة على الدور الفتي والوطني الذي يلعبه المعهد الموسيقي في نهوض لبنان.

قيادة دقيقة وحازمة للأوركسترا للمايسترو الحاج الذي افتتح الاحتفالية بمقطوعة من تأليفه عنوانها: المساء، ثم أول صوتين قويين جميلين: جوزيف عيسى، وكاترين ياغي، ليتوالى حضور ضيوف الشرف تباعاً: رفيق علي أحمد، جهاد الأطرش، ديانا إبراهيم، وماجدة داغر. ولاحظنا تفاعل البطريرك الراعي مع آخر عبارة قالها الفنان رفيق علي أحمد في حضوره المحبب، بما يعني أننا في حضرة البطريركية.

هناك خصوصية يتميز بها المايسترو الحاج دقته الشديدة في القيادة، وبمعزل عن التقنيات المعتمدة لقادة الأوركسترات هناك سياق متدفق لدى الحاج يبدو كـ"الرجل البهلوان" الذي يلاعب عدة كرات بين يديه من دون أن تقع أي منها على الأرض بعفوية مطلقة. ورغم ما أمتعنا به المطربان عيسى وياغي، من جمالية في الأداء، إلا أن أنطوان وديع الصافي الذي احتل مساحة أرحب مع أغنيات والده: "اللهم إسمع أقوالي"، "أبانا الذي في السماء"، و"يا سيد السلام"، استحق المباركة على أدائه من دون المقارنة مع الصوت الأثيري للوالد.

الاحتفالية قبل كل شيء جمعت أطيافاً متنوعة من المجتمع اللبناني، تلاقوا في عيد الفصح وتبادلوا أطيب عبارات المودة والاحترام، على عادتهم في كل المناسبات.