"بناية الشيوعيين": مجموعة قصصيّة جديدة لمهدي زلزلي

اللبناني مهدي زلزلي يصدر مجموعته القصصيَّة الجديدة "بناية الشيوعيين"، يتناول فيها الكاتب قضايا اجتماعية متنوعة تدور أحداثها في بلده.

صدرت حديثاً عن "دار فضاءات للنشر والتوزيع" في الأردن، المجموعة القصصيَّة "بناية الشيوعيين" للّبناني مهدي زلزلي. 

المجموعة مؤلفة من 22 نصاً قصصياً، يتناول فيها الكاتب قضايا اجتماعية متنوعة تدور أحداثها في لبنان، ويمكن اعتبار بعض تلك القصص ذات بعد سياسي عربي، كما في القصة الأولى "زيارة صديق" والتي تناول فيها حكاية صحافي مصري تغيَّرت حياته وارتقى وظيفياً ومالياً بعد انقلابه على مبادئه وانخراطه في جوقة التطبيل للتطبيع وتبريره زيارته الأراضي المحتلة بتأشيرة إسرائيلية في مقالة كتبها تحت عنوان "ضرورة أن تزور صديقك في سجنه الكبير".

أما قصة "القنصل" فتدور حول شخصيَّة "الأستاذ أدهم" أستاذ اللغة العربية والقاص الموهوب، ومن خلالها يرسل الكاتب، وبمسحة سخرية خفيفة، سهام نقده الاجتماعي في اتجاهات مختلفة: من الكتّاب الذين لا يوفرن طريقة حتى لو كانت ملتوية للوصول إلى الشهرة، واستهتار الدولة في الحفاظ على حيوات مواطنيها، ونظرة الرفض من جيل الآباء للتكنولوجيا الاتصالات الحديثة وأهميَّة مواقع التواصل الاجتماعي.

في حين تتحدَّث قصة "انتحار شرطي المرور" عن الفترة التي تلت مباشرة الحرب الأهلية اللبنانية وشهدت إعادة إعمار بيروت بكلفة كبيرة رتبت على الدولة ديوناً مرهقة، من خلال زيارة الأخ الذي يعيش في القرية وأسرته لأخيه المقيم في بيروت، ومقارنة أسلوب حياة الناس بين القرية والعاصمة، وصولاً إلى الانهيار الكبير الذي أسفرت عنه تلك السياسات بعد 3 عقود.

قصص المجموعة مكتوبة بلغة وأسلوب حافلين بالصور الجميلة، ويتحقق فيها السرد القصصي بجمالية وسلاسة داخل مبنى النصوص التي عمَّق صاحبها المعنى بما ضمَّنها من رمزيَّات ودلالات متنوعة، وأحداث تلك القصص على قدر كبير من التشويق يضع الكاتب من خلالها بين يدي القارئ مشاهد جمعت بين الخيال والواقع، وبين الحلم واليقظة، وبين المرارة والأمل، متناولاً ما يعانيه اللبناني من أزمات معيشيّة وحياتيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وعاطفيّة حتى يدفعه حبّ الوطن إلى هجرة الوطن!