جدل في مصر بعد اختيار يهودي ضمن لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ
جدل يسود في الأوسط الثقافية والأدبية المصرية، بعد اختيار المترجم اليهودي رفائيل كوهين لعضوية لجنة تحكيم "جائزة نجيب محفوظ للأدب".
-
صورة لرفائيل كوهين تداولتها وسائل إعلام مصرية
يدور جدل محتدم في الأوسط الثقافية والأدبية المصرية، بعد إعلان الجامعة الأميركية في القاهرة، اختيار المترجم، رفائيل كوهين، لعضوية لجنة تحكيم "جائزة نجيب محفوظ للأدب" للعام 2026.
ودافعت الجامعة، الجهة المنظّمة للجائزة، عن اختيارها. وقالت في بيان إنه: "نظراً لما تداولته العديد من المواقع الصحافية والصفحات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن أحد أعضاء لجنة التحكيم بجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2026، نؤكّد أنّ كوهين مواطن بريطاني ولا يحمل أيّ جنسية أخرى، يقيم في القاهرة منذ عام 2006، وهو ناشط في مجال السلام العالمي، وكان عضواً في "حركة التضامن العالمية"، وهي منظّمة سلمية تدعم القضية الفلسطينية".
واتهم كتّاب مصريون رفائيل معتبرين أنّ له علاقات بــ "إسرائيل"، فيما رأى آخرون أنّ اختياره مجانب للصواب خاصة في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة، في حين دافع البعض عن كوهين مؤكّدين أنه "داعم للقضية الفلسطينية ولا يحمل الجنسية الإسرائيلية".
من جهتها، أصدرت لجنة تحكيم الجائزة لعام 2026 بياناً مشتركاً لتوضيح موقفها، وأكدت أنها تتفهّم حساسية النقاش في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، لكنها شدّدت على رفضها الخلط بين الديانة اليهودية والأيديولوجيا الصهيونية.
ومما جاء في البيان: "نحن جميعاً بلا استثناء ندعم الحقّ الفلسطيني في الحياة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ونرفض التعاون مع أيّ جهة أو فرد من دولة الاحتلال يؤيد سياسات الإبادة والفصل العنصري التي تنتهجها إسرائيل".
وأضافوا: "نثمّن موقف المصريين والعرب الرافض للتطبيع مع إسرائيل، ونثمّن الحركات العالمية الداعمة للحق الفلسطيني، ونربأ بأنفسنا عن ترديد الخطاب الذي يخلط عمداً بين اليهودية كديانة والأيديولوجية الصهيونية العنصرية".
وتضم لجنة التحكيم 5 أعضاء هم: هدى الصدة، ومي التلمساني، وسيد محمود، وحمور زيادة، إضافة إلى المترجم البريطاني رفائيل كوهين.
ولفتت الجامعة الأميركية في القاهرة إلى أنّ كوهين ترجم العديد من النصوص الأدبية والروايات من وإلى اللغة العربية، كما ترّأس لجنة تحكيم جائزة بانيبال للروايات العربية المترجمة إلى الإنكليزية، العام الماضي.
وكوهين مترجم بريطاني سبق أن عمل محرّراً ومترجماً في صحيفة "الأهرام ويكلي" الحكومية عام 1996 في صفحتها الثقافية.
وتعدّ "جائزة نجيب محفوظ للأدب" إحدى أبرز الجوائز الأدبية العربية، وتمنح كلّ عام لأفضل رواية معاصرة نشرت باللغة بالعربية خلال العامين السابقين، إلى جانب ترجمة الرواية الفائزة إلى الإنكليزية ونشرها عالمياً.
ومن بين الأسماء الفائزة بالجائزة سابقاً: مريد البرغوثي، حمور زيادة، خيري شلبي، أحلام مستغانمي، وغيرهم.