طابع بريدي تكريماً لفاتح المدرّس في الذكرى المئوية لولادته

تكريم رمزي للتشكيلي فاتح المدرّس، قامت به "المؤسسة السورية للبريد"، وهو الذي يُعتبر علامة فارقة في عالم الفن التشكيلي السوري المعاصر.

  • درس فاتح المدرّس الفن في باريس وروما
    درس فاتح المدرّس الفن في باريس وروما

أصدرت "المؤسسة السورية للبريد" طابعاً بريدياً تذكارياً، بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الفنان التشكيلي فاتح المدرس.

ولد فاتح المدرس في العام 1922 في قرية حريتان، الواقعة في ريف مدينة حلب، ودرس في حلب وبيروت، حيث تخصَّص باللغة الإنكليزية. 

بدأت مشاركاته الفنية في الرسم تظهر إلى جانب عدد من الفنانين الروّاد، كما ظهرت مساهماته الأدبية في الشعر والقصة القصيرة، التي كان ينشرها في الصحف والمجلات السورية.

شكّل الفنان الذي يُعدّ من أهم التشكيليين العرب علامة فارقة في عالم الفن التشكيلي السوري المعاصر، من خلال مدرسته الفنية التي جمعت بين عملية الغرب وروحانية الشرق، وغاصت في تفاصيل البيئة والحياة السورية.

في عام 1954 وضع المدرس مؤلَّفاً من 3 أجزاء، عرض فيه موجز تاريخ الفنون الجميلة، وكان ذلك مقدمة لإيفاده للدراسة الفنية في "أكاديمية روما"، في العام 1956، حيث اختار محترف الفنان الإيطالي جنتلليني، الذي ترك أثره في منهج المدرس التعبيري الميتافيزيقي، وخاصة في جوانبه المعمارية وإيقاعاته التكوينية ونبراته اللونية. وهناك في روما التقى بالمفكر الفرنسي جان بول سارتر، الذي ترجم بعض قصائد فاتح المدرّس إلى اللغة الفرنسية، كما التقى هناك بعدد من المثقفين العرب والغربيين.

تابع المدرس دراسته العليا في أكاديمية الفنون الجميلة في باريس، ونال شهادة الدكتوراه في العام 1972، وعُيِّن أستاذاً للدراسات العليا في كلية الفنون الجميلة في دمشق في العام 1977، وكان عضواً مؤسساً في نقابة الفنون الجميلة في سوريا، كما ترأسها مدة 11 عاماً.

أقام عدداً من المعارض المشتركة، منها معرض في روما إلى جانب الفنانين براك ميرو وشيندر وزادكين وبيكاسو وبومايستر، في العاك 1972، وأقام كذلك معرضاً مشتركاً مع الفنان السوري لؤي كيالي، في متحف حلب سنة 1976، واقتنيت أعماله من قبل عدد من الشخصيات العربية والعالمية.

نال الفنان فاتح المدرس العديد من الجوائز والأوسمة، محلياً وخارجياً، منها "وسام الاستحقاق السوري"، الذي مُنِح له بعد وفاته عام 2005، و"جائزة الدولة للفنون" عام 1985، والجائزة الأولى من "أكاديمية الفنون الجميلة" في روما، والميدالية الذهبية لمجلس الشيوخ الإيطالي.

لم يكن فاتح المدرس شخصية ثقافية بارزة على صعيد الفن التشكيلي فحسب، وإنما امتدَّ تأثيره ليشمل أصعدة ثقافية متعددة ومتنوعة، كالأدب والموسيقا وفلسفة اللون والضوء، وساهم في الدفع بالمشهد الثقافي بشكل متكامل نحو التجدد من ناحية، والتجذّر في بيئته من ناحية أخرى. وهو أحد الفنانين العرب القلائل الذين بيعت لوحاتهم في مزادات الفن العالمية بأسعار عالية.