محمد بنيس يدرس "الشعر والشر في الشعرية العربية"

الشاعر المغربي محمد بنيس يتناول العلاقة بين الشعر والشر، في كتاب جديد يدرس خلاله تأثر الشعراء بالتغير الديني الذي طرأ على المجتمع العربي.

  • صدر الكتاب عن دار
    صدر الكتاب عن دار "توبقال" للنشر في مدينة الدار البيضاء

صدر حديثاً عن دار "توبقال" للنشر في مدينة الدار البيضاء، كتاب بعنوان "الشعر والشر في الشعرية العربية"، للشاعر المغربي محمد بنيس.

يتناول هذا الكتاب مسألة الشعر والشر، لصلتها المباشرة بالشعرية العربية، التي تقاطعت عبر تاريخها الطويل مع الموقف الإسلامي من الشعر والشعراء. 

يعود طرح هذه المسألة إلى بدايات البناء النظري لنقد الشعر عند العرب، في القرن الثاني للهجرة، حيث ربط الأصمعي بينهما في قولٍ له، يُعرّف فيه الشعر عند العرب بأنه "نكدٌ بابه الشر"، ويرصد المكانة العالية للشاعر حسان بن ثابت في الجاهلية، عندما كان يوافق شعر الفحول، ثم سقوط هذه المكانة بعد دخوله الإسلام، عندما أصبح يسلك طريق الخير في شعره الذي يمدح به الرسول محمد، ويدافع فيه الدين الجديد. 

قول الأصمعي هذا، الذي يتمتع بالجرأة بسبب انتصاره للشعر، مسكوت عنه في الثقافة العربية، لأنّه يهدم مرجعية الخير التي تتعارض مع الإبداعية الشعرية. وقد تناول الكتاب هذا الموضوع ذي الحساسية الشديدة برؤية نقدية تفصل بين الشعر والأخلاق، في ضوء مفهوم الشعرية العربية المفتوحة. 

تعتمد رؤية بنيس على اللغة العربية وثقافتها عبر تاريخها الطويل، وعبر خطابات مختلفة تجمع بين الشعر والقرآن والحديث وفقه اللغة والنقد والبلاغة وعلوم القرآن، وما كان لها من صلات مع الفلسفة والتصوف. وهي بذلك رؤية ترصد للقراءة إمكانيتها الخاصة في بناء معرفة حديثة بالشعرية العربية.