معرض "حوارات المشهد الطبيعي": خلاص من اختناق المدينة

المعرض مجموعة مختارة من اللوحات التي تُبرز المناظر الطبيعية يتيح للفنانين الخروج من ازدحام المباني الموّحّدة بالاسمنت، إلى الطبيعة المتنوعة والمتناغمة بعناصرها اللامتناهية.

في ذكرى انطلاقته الــ 13 ، يحتفي غاليري "56th" بمعرض فني جامع،  يضم أعمال 6 فنانين لبنانيين، تحت عنوان "حوارات المشهد الطبيعي" (Landscape Conversations) في صالته في الجميزة ببيروت.

المعرض مجموعة مختارة بعناية من اللوحات التي تُبرز المناظر الطبيعية بدرجات متفاوتة من التجريد، تتراوح بين المناظر الطبيعية التجريدية والتصوير التجريدي، يتيح للفنانين الخروج من ازدحام المباني الموّحّدة بالاسمنت، إلى الطبيعة المتنوعة والمتناغمة بعناصرها اللامتناهية.

تظهر الأعمال تنوع التقنيات والأساليب والتعبيرات الفنية في ظلّ وحدة الموضوع، مما يُنتج معرضاً يدعو إلى النظر إلى المناظر الطبيعية بطرق جديدة، ومن رؤىً متباينة.

بذلك، يُمثل المعرض تتويجاً مثالياً لــ 13 عاماً من التفاعل الفني للغاليري مع عالم الفن في المنطقة والعالم تكريساً لنشاطه المركّز للفن المعاصر، وذلك في رحلة دعم متواصلة للفنانين المخضرمين والناشئين.

أما الفنانون المشاركون فهم: وسام بيضون، ليلى داغر، منصور الهبر، عماد فخري، غادة جمال، إدغار مازجي.

وسام بيضون

يعتقد وسام بيضون (1961) أن الوقت المفضل من اليوم هو الصباح الباكر، قبيل شروق الشمس، ويقول إن الضوء الطبيعي "يُلهمني لاستكشاف المناظر الطبيعية المحيطة، فأُترجم هذه الانطباعات تركيبات تجريدية، غالباً ما تكون بسيطة"، مضيفاً: "أجرب الألوان والأشكال والملمس لتجسيد جوهرها، ويتيح لي العمل بالألوان المائية والحبر على الورق نقل الأجواء الدقيقة والعاطفية لكل مشهد".

يستكشف عمل بيضون العلاقة بين الطبيعة والضوء والشكل، خالقاً مناظر طبيعية متخيلة تثير المشاعر والحنين من خلال نهج متعدد الطبقات باستخدام الألوان المائية والأكريليك والباستيل والوسائط المختلطة.

أقام بيضون العديد من المعارض الفردية والجماعية في لبنان وفرنسا، بما في ذلك مشاركته في صالون الخريف بمتحف سرسق. وتُعرض أعماله في العديد من المجموعات الخاصة.

ليلى داغر

تقنية ليلى داغر الفنية لإبداع المناظر الطبيعية تتمّ بعملية مُختلطة تجمع بين فن الكولاج على ورق الكرافت والأكريليك والتطريز، وتبدأ بالصورة كمرجع، ثم "أُعيد تخيل المشهد من خلال وضع طبقات من الورق والكرتون والخيوط المُطرزة لبناء العمق والملمس"، كما تقول.

وداغر فنانة تشكيلية لبنانية معاصرة تُقيم في بيروت. حاصلة على بكالوريوس في الفنون الجميلة، وماجستير في الفنون البصرية من الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ALBA). اشتهرت باستكشاف مناظر المدينة بأسلوبٍ خيالي، جامعةً بين الشخصيات والطبيعة الساكنة في تركيباتٍ تجريدية.

منصور الهبر

يعتقد الهبر أن "الطبيعة ليست الهدف، بل هي إعادة قراءة لغاية الفنان"، ويفيد أنه "عندما أتأمل الطبيعة، لا أسعى إليها في ذاتها، بل لأستخدمها كمادة يتشكل فيها صوتي وحياتي البرية".

نال الهبر الدبلوم من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، والماسترز من جامعة "الألبا" (البلمند) حيث يدرّس الفنون، وبدأ في تسعينيات القرن المنصرم بالمشاركة بمعارض جامعة، وإقامة معارض إفرادية ناهزت 10 معارض في لبنان والخارج مثل جنيف، ولندن، واليونان، وكندا، وفرنسا، والولايات المتحدة الكويت، والامارات، وقطر.

عماد فخري

يرى فخري بصمات الخلق في الطبيعة، ويشعر أنه ينسخها في ممارسته الفنية، لأنه يعتقد أن "الجمال الأصيل، هو التناغم المثالي بين اللون والضوء والشكل"، كما يقول.

بالنسبة له فإن "الرسم ليس مجرد تقليد، بل هو فعل تأمل، ومحاولة للكشف عن عظمة الخلق والحفاظ، بطريقة متواضعة وإنسانية، على صورة الكمال الإلهي".

يجمع فخري بين حداثة فرضت نفسها على العموم من البشر، لكنها شكّلت الذاكرة الوحيدة لأبناء الجيل الجديد، جيل المرحلة الرقميّة. غير أن فخري يحمل بذور التقليد من خلال انتمائه لعائلة ريفية.

حاز فخري شهادة الماستر من "الألبا"، وشارك في العديد من المعارض الجامعة في لبنان، وسويسرا، ولندن والولايات المتحدة، ومثّل لبنان في مسابقات عالمية في الحفر والنقش، ونال عدة جوائز عالمية. 

غادة جمال

لا ترسم جمال الأرض فحسب، بل ترسم أيضاً الطقس فوقها: حركة الغيوم، ومرور الساعات، والإيقاع الذي لا يُمكن تثبيته.

تشعر جمال أن في "هذه المناظر الطبيعية، يتحرك الضوء والظل كأنفاس تسري عبر القماش، وتُلقي الغيوم بظلالها العابرة على الوديان والتلال، بينما تُشعل دفقات الشمس المفاجئة الأفق".

كل لوحة عند غادة جمال (1955) حقيقة ساعة مُتغيرة من سكون الفجر إلى وهج الظهيرة، فغروب المساء.

لعقود، منحت أعمال غادة جمال صوتاً للمناظر الطبيعية كشاهدٍ وذاكرة، فرسّخت مكانتها في الفن العربي المعاصر.

وجمال فنانة بيروتية بدأت الرسم أوائل الثمانينيات، وواصلت دراستها في كلية بيروت الجامعية، والجامعة اللبنانية الأميركية لاحقاً. هاجرت إلى الولايات المتحدة لمواصلة الدراسات العليا، وعاشت هناك حتى عودتها إلى لبنان في عام 2002.

عرضت غادة أعمالها في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، قدمت خلالها 14 معرضاً فردياً في بيروت، وعلى الصعيد الدولي.

إدغار مازجي

يطلق إدغار مازجي (1955) على سلسلته لقب "مناظر طبيعية مُخترعة" وهي عمليةٍ تجريديةٍ وبديهية. 

تبدأ كل لوحةٍ من دون صورةٍ مُحددةٍ مسبقاً، كما يقول، موضحاً أنها "فقط نيةُ الوصول إلى منظرٍ طبيعي حيث يعتمد هذا النهج على الذاكرة البصرية التي طورتها على مدار سنواتٍ من المراقبة والرسم".

ومازجي فنان بيروتي يحمل شهادة هندسة النسيج (textile engineering) من جامعة ليون بفرنسا، وشهادة الامتياز الفني لجائزة الرسم من مدرسة الرسم والنحت في نيويورك. إضافة إلى معارضه الإفرادية في بيروت، يشارك في معارض جامعة في لبنان والخارج، ويدرّس  

اخترنا لك