مهاب نصر يتأمل في تجربة أم كلثوم في كتابه "الجغرافيا المقلوبة"

صدر حديثاً عن دار "بيت الحكمة" في القاهرة، كتاب "الجغرافيا المقلوبة - عن الحداثة المصرية ومآزقها"، ويضم المقالات والكتابات الأخيرة للكاتب والشاعر المصري الراحل، مهاب نصر.

ويقدم الكتاب الذي حرره وقدم له مينا ناجي، عدداً من الرؤى الفلسفية والنقدية لعدد من التجارب الكبرى ما بين الفن والأدب وذكريات الكاتب في مدينته الإسكندرية، وتحديداً منطقة "كامب شيزار"، لكنه يولي اهتماماً خاصاً بالتجربة الغنائية للفنانة "أم كلثوم".

ويذهب الشاعر نصر إلى أن حضور "كوكب الشرق" الجسدي، كما استقر في صورته النهائية كان جزءاً مضيئاً وإشكالياً من الحضور العام لها، قدم تتقدم أخرى بمسافة قصيرة أمام فرقتها على خشبة المسرح وساعدان تتحفزان من دون مغادرة كاملة، واليدان المقبوضة إحداهما على المنديل، كأنما تحتجز قامتها كشاهد على الحد الأقصى لما يجب ولما لا يليق أيضاً.

ويرى الكاتب الذي رحل عام 2023، أنه من الخطأ تصور أن مجتمع "أم كلثوم" كان مجتمعاً ذكورياً، بل هو مجتمع أمومي لعبت فيه المرأة دور "الأنا الأعلى"، وتلك بحد ذاتها مفارقة تاريخية، أي أن يستعاد الوضع الأمومي منذ الحضارة المصرية القديمة في إطار المد القومي لمصر، بالمعني العروبي والسياسي، كما حدث في ستينيات القرن الماضي.

ويلاحظ نصر في كتابه بأن ثمة ظاهرة في موسيقى رياض السنباطي لم تستطع الموسيقى المصرية الإفلات منها إلا بصعوبة وهي تقديس الكلمة المكتوبة. فقد كان هذا الملحن يعطي للكلمات بعداً متجاوزاً ودرامياً لصراعها المثالي، من دون أن يتجاوز حدودها.