"الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982: أسباب ونتائج" لنسيب حطيط

يستعرض حطيط ظروف الاجتياح وأبعاده التاريخية والدينية، ويعرض الانتصارات "الإسرائيلية" والانهزام النفسي للعرب وخيانة البعض، ثم يعدد عمليات المقاومة اللبنانية البطولية.

  • الاجتياح الإسرائيلي للبنان - 1982 - :أسباب ونتائج
    الاجتياح الإسرائيلي للبنان - 1982 - :أسباب ونتائج

في الوقت الذي كرّست فيه الحروب الإسرائيلية – العربية نظرية التفوق الإسرائيلي على العرب ، كانت تتعالى داخل الكيان الإسرائيلي أصوات تدعو إلى التخلص من حرب لبنان وإزالتها من الأذهان وطردها من الوعي الصهيوني

"إنها المشروع الأقل نجاحا في التاريخ اليهودي الحديث" على حد تعبير "أبا إيبان" رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيسة الإسرائيلي. 

يستهل نسيب حطيط كتابه الموسوم "بالاجتياح الإسرائيلي عام 1982 – الأسباب والنتائج " بالحديث عن زمن الهزائم العربية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، هذه الهزائم التي توجت  بنكسة حزيران عام 1967 أو ما عُرف "بحرب الأيام الستة" لتشكل ذروتها والضربة القاضية  "حيث استطاع الكيان الصهيوني فيها أن يحتل خلال أيام الضفة وقطاع غزة وصحراء سيناء المصرية والجولان السوري.

يرى نسيب حطيط أن "انتصار" الجيش الإسرائيلي في حروب (1948- 1956-1967) لم يكن نتيجة التفوق العسكري والعددي، بل جاء بسبب الانهزام النفسي للعرب وخيانة البعض، وكان من نتائج هذا الانهزام اتفاقية" كامب ديفيد " الاستسلامية بين مصر والكيان الصهيوني وتحييد مصر عن الصراع العربي – الإسرائيلي الأمر الذي أدى مباشرة إلى الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1978 بما عرف "بعملية الليطاني"

الكتاب الذي صدر عن دار "المحجة البيضاء" في بيروت يعتبر مرجعًا مهمًا للباحثين في تاريخ لبنان الحديث والمقاومة فعلى مدى 445 صفحة من الحجم الكبير تزدحم  بالوثائق التاريخية والمقابلات والمصادر المتنوعة، يرسم حطيط المشهد السياسي ووقائع الحرب بتفاصيلها العسكرية والأمنية من دون أن يغادر صغيرة أو كبيرة من أسبابها ومجرياتها وتداعياتها.

 يتوزع الكتاب على خمسة فصول:

 في الفصل الأول: يستعرض ظروف الاجتياح وأبعاده التاريخية والدينية، يعرض الكاتب "الانتصارات" الإسرائيلية والانهزام النفسي للعرب وخيانة البعض، ثم يعدد عمليات المقاومة اللبنانية البطولية كتفجير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور، ومقر المارينز في بيروت... هذه العمليات الاستثنائية التي بثت جرعات معنوية ونفسية عالية التأثير بعد عقود من الهزائم والإحساس لدى الشعوب العربية ولا سيما اللبنانيين الشيعة سكان الجنوب، الذين كانوا على مدى أربعين عاماً يسكنون تحت رعب القصف الإسرائيلي ومجازره الوحشية.

وفي الفصل الثاني: يتناول الاجتياحات الإسرائيلية للبنان من عام 1948 حتى 1982، ومواقف الأطراف اللبنانيين والفلسطينيين، والتحركات الشعبية ومواقف القوى السياسية والطائفية من الاجتياح ويبرز دور وموقف وسلوك علماء الدين ودور المساجد والحسينيات ومجالس عاشوراء في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. 

في الفصل الثالث: يُسلط الضوء على المقاومة وخصائصها العسكرية وأسسها العقائدية، مواقف علماء الدين الشيعة الكبار كالسيد عبد الحسين شرف الدين، السيد موسى الصدر، الشيخ محمد مهدي شمس الدين، والسيد محمد حسين فضل الله، من المقاومة ودورها في تحرير فلسطين وأبرز العمليات الاستشهادية.

أما الفصل الرابع فيفرد الكاتب فيه مساحة واسعة لعرض العمليات الاستراتيجية والنوعية ضد الاحتلال ومناقشة المعارك والمواجهات العسكرية، دور النساء في المقاومة، واغتيال السيد عباس الموسوي.

ويخصص الكاتب الفصل الخامس للحديث عن تحرير الجنوب في عام 2000 من دون اتفاقية سلام، مبيناً كلاً من الرواية اللبنانية والإسرائيلية للانسحاب ونتائجه على الأمن القومي الإسرائيلي. 

يحيط كتاب "الاجتياح الإسرائيلي "بالحرب اللبنانية – الإسرائيلية" من جوانبها كافة وبما خلّفه هذا الغزو من آثار مدمرة على الصعيدين الإنساني والسياسي، ما أدى إلى تداعيات جيو استراتيجية في المنطقة استمرت عدة عقود، كما يقدم للراغبين بمعرفة أحداثها وظروفها وملابساتها خزينًا ثرياً من المعلومات والتحليلات تفيد الدارسين والمهتمين للخروج باستخلاصات وقراءات تفيد صانعي القرار في لبنان والعالم العربي، في مواجهة مخططات العدو الإسرائيلي الرامية إلى إخضاع شعوب المنطقة ونهب خيراتها وثرواتها.

اخترنا لك