" القدس في يوم آخر": عرس فلسطيني عند حاجز للاحتلال

قبل 21 عاماً أنجز المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد شريطاً مؤثراً بعنوان: "القدس في يوم آخر": عرس رنا، عن الصبية الفلسطينية التي تزوجت لتبقى في القدس وعندما منع حاجز إسرائيلي عبور المأذون لإتمام الزفاف أحيت فرحها عند الحاجز تحدياً له.

  • " القدس في يوم آخر": الملصق

في 90 دقيقة من الوقت تعرفنا على قدر كبير من المشاهد التي تمثل مناطق وأحياء وشوارع في مدينة القدس، التي جابتها رنا – لارا خوري - بطلة فيلم: "القدس في يوم آخر: عرس رنا"، بحثاً عن حبيبها خليل – خليفة ناطور – للزواج منه، تأكيداً منها على رغبتها بالبقاء في المدينة من خلال إتمام الزواج قبل مغادرة والدها إلى القاهرة.

الوالد – زهير فاهوم – اشترط عليها الزواج أو السفر معه إلى مصر، فسارعت في العثور على خليل الذي لم يرد على هاتفه المحمول لتعلم أنه كان في مسرح رام الله، وتمكنت من التواصل معه ولقائه وبالتالي التحضير للزفاف،   بعدما تمكن مدير التصوير بريجيت – إسم رجل – هيلانيوس، من استعراض أبرز الأماكن ذات الأهمية والحنين في المدينة المقدسة ، ما اعتبر وثيقة مرئية مهمة عن القدس.

  • أجواء زفاف رنا وخليل عند الحاجز الإسرائيلي رغماً عن الإحتلال
    أجواء زفاف رنا وخليل عند الحاجز الإسرائيلي رغماً عن الاحتلال

العقدة في الفيلم لم تكن صعوبة العثور على خليل، بل في منع المأذون من عبور آخر حاجز لـ "الجيش الإسرائيلي"، ولم تنفع كل المحاولات في تأمين عبوره، عندها كانت الفكرة تحدّي جيش الاحتلال وإقامة حفل الزفاف عند الحاجز تحدياً لصلف وقمع عناصر الحاجز. وبالتالي تم الزواج وفق شرط الأب للموافقة على بقائها في القدس بعهدة رجل يحميها ويحفظها من أي سوء.

من الأسماء التي شاركت في تجسيد الأدوار أيضاً: إسماعيل دباغ، وليد عبد السلام، بشرى كرمان، جورجينا عصفور، منال عواد، نسرين بوكاب، هدى إمام، شكري لورانس، بينما تعاونت ليانة بدر وإيهاب كراماي على صياغة السيناريو والحوار.

  • مخرج الفيلم هاني أبو أسعد
    مخرج الفيلم هاني أبو أسعد

الفيلم مادة مرئية مكثفة تبدو فيها القدس هي البطلة وهي المحفزة على التمسك بالحق وعدم المغادرة، بينما الشوارع والحارات والمعالم المتنوعة تشهد على تاريخ وقيمة هذه المدينة على مر الزمان، حيث تعبر اللقطات في "نوستالجيا" حميمة تلامس القلب بحب كبير وتتواصل مع كل التفاصيل.

تبدو أجواء الفيلم أقرب إلى أجواء الروح الفلسطينية الرافضة لكل علامات القهر والذل، ورافعة الرأس كما هي الآن في طوفان الأقصى لزعزعة أركان الإحتلال وهزيمته، متمسكة بالأرض بقوة وعنفوان عميقين.