"أبطال الظل" هم المهمشون والضحايا

نص جميل عميق ونوعي عنوانه: "أبطال الظل"، استند إلى مشاهد من 3 مسرحيات لـ شكسبير: .صاغه مخرج العمل أسامة حلال، وهاشم عدنان، وأُنجز المشروع بمنحة من مؤسسة المجتمع المفتوح، واتجاهات ثقافة مستقلة – آفاق، والصندوق العربي للثقافة والفنون، والمعهد الفرنسي. ويقدّم العرض منذ 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي – وحتى 7 كانون الأول/ ديسمبر الجاري على خشبة دوار الشمس – بيروت.

يعتمد العرض على 3 ممثلين فقط: بسام أبو دياب، تمارا حاوي، وماري تريز غصن، في "كاستنغ" موفق جداً الأول من خبراء الحركة الراقصة، والثانية موهبة واعدة بقوة وهي إبنة الممثلة القديرة رندة كعدي، والثالثة طاقة عطاء لافتة، وجاء إنسجامهم عالياً رغم كثرة التشكيلات الحركية المتداخلة وتعدد التشابك ثم التحرر في لوحات معبّرة وسريعة كان فيها بسام بحكم حرفته الأكثر تميزاً بربط عقد الثلاثة للفوز بالمشهدية المطلوبة وبدا كما الدينامو المحرك.

أكثر من مونولوج  توجيهي درامي أو رومانسي إنساني، ضرب على أوتار الضحايا في الحروب والمجاعة وأعمال الشغب، والاضطرابات وحالات القمع المختلفة حيث يكون الضحايا مجرد أرقام لا أسماء معتبرة أو مواصفات خاصة ، إنهم منسيون مهمشون لا قيمة لهم فرادى أم جماعات، لا بل هناك من يستند إلى مأساتهم باعتبارهم في صف سياسي معين للإستفادة منهم ومما بذلوه بحيث تكون نهايتهم مزدوجة السلبية.المشهدية جاءت مبهرة والسينوغرافيا تكاد تكون عادية جداً مع قلة الأكسسوارات وكثرة ظهور رسم شكسبين والحجم الضخم لمؤلفاته.

ومع تعدد اللوحات التعبيرية على الخشبة بدا الممثلون الثلاثة في حالة جهوزية مطلقة كأنهم يؤدون معاً رقصة واحدة جاءت منسجمة ومتدفقة بالمعاني  والصور، ما أوجد سيلاً من اللقطات المتداخلة حيناً والمتحررة أحياناً، ما أثرى لحظات العرض بتنويعة مضيئة ومبهجة، وتداول العرض في ردات الفعل على أكثر من واقعة عرفها وتأثر بها لبنان حتى الأعماق. وكم توقفنا عند محطات بعينها تميزت بحدّة في التنفيذ مع معنى مباشر يدل على الهدف.

مسرحية: أبطال الظل، احترافية بإمتياز رغم الطابع الأكاديمي الذي يميزها، ومع إجادة الفريق بكامله في التنفيذ، كانت هناك منطقة عازلة لكنها حميمة ومؤثرة للممثلة الشابة تمارا حاوي تؤشر على خصوصية في الأداء، واجتهاد في الحركة ضمن دائرتها المرسومة على الخشبة.