"البطل ما بيموت" فلسطين حية في ذاكرة الأجيال "أبّاً عن جد"
"مات سيدي إسماعيل، ومات جدي منصور، وعاشت فلسطين" هكذا ينهي الممثل عوض عوض، مسرحية: البطل ما بيموت، عن نص له، أخرجته عليّة الخالدي وقُدم في عرضيْن على خشبة مسرح المدينة في بيروت.
-
عوض عوض والكوفية الرمز
بعد عدة عروض أولى في فنزويلا، شهد مسرح المدينة في بيروت عرضين في 24 و25 أيار/ مايو الجاري لمسرحية: البطل ما بيموت، نص وتمثيل عوض عوض، إخراج عليّة خالدي، وحضرت في الصف الأول وجوه فنزويلية تمت دعوتها لمواكبة ردة الفعل الجماهيرية في بيروت على العرض المقدم من فضاء: مؤسسة فنون المسرح العربي، وفيه نوستالجيا جيل اليوم من الفلسطينيين في التعبير عن مخزون ذاكرتهم الخصبة عن وطنهم المسلوب فلسطين وما حفظوه في القلب من سردية الأجداد عن الأرض والناس والحق الذي لن يضيع طالما وراءه أبطال يسعون لاسترجاعه بأي ثمن ومهما طال الزمن.
-
التحية آخر ما تنطق به المسرحية من مشاهد
استند عوض إلى أحاديث جدّه وراح يتشعّب بها إلى حيثيات ميدانية من الشتات الفلسطيني من خلال تجربته في لبنان، راوياً مفنداً متألماً بصلابة العزيمة التي تؤكد سطوع الأمل باسترجاع الأرض السليبة، التي كلما تقادمت الأيام أثبت هذا الشعب أصالة إنتمائه ووفائه وإستعداده لبذل أغلى ما يملك للفوز وما تضحيات أهل غزة اليوم إلاّ قبس من نور الإيمان بأن الأرض مهما إهتزت ستبقى، وستكون مقبرة لمن يحاولون تطويعها بإبادة غير مسبوقة على مرأى ومسمع من العالم.
-
خيمة اللجوء: ديكور المسرحية
المجال رحب ويتسع لصنوف كثيرة من سرديات الأجداد والعبر التي يستفاد منها في التطلع إلى مستقبل مختلف رغم كل الضباب المحيط بالأوضاع حالياً، وهناك مساحة كافية من رؤية الضوء في أفق العتمة السائدة، حيث يثبت الفلسطينيون جولة بعد جولة وحقبة بعد أخرى أن القضية وإن طال أمد ميلودراميتها تنهض دائماً وسط دهشة الجميع وتعلن أنها ما زالت حية وقوية وقادرة على المواجهة كما اليوم الأول من تاريخها.
البطل ما بيموت، والبطل هنا واحد: فلسطين نفسها.
لامجال والحال هذه إلا بتطويع القدر لمشيئة المقاتلين والصامدين والمضحّين وترجمة صورهم إنتصارات للقضية وضوء حقها الساطع، وسيد العمل الفني يدور حول خيمة اللجوء ويتجول فيها وحولها بينما قماشها من الكوفية الرمز، وأعمدتها قساطل أقرب ما تكون إلى قاذفة الـ بي 7 يعني كل ما يتراءى يدل على فلسطين وأهلها ومجاهديها تتجمّل رغم الدم القاني النازف من جروحها اليوم في غزة.