"كان يرسم وطنه": روسيا تستعيد تاريخ رسّامها الأسطوري بوريس إيفيموف

افتتحت المجموعة الإعلامية الروسية "إزفيستيا" بالتعاون مع الأكاديمية الروسية للفنون، معرضاً واسعاً لأعمال الرسام الكاريكاتوري الأسطوري، بوريس إيفيموف (1900 - 2008)، في العاصمة الروسية موسكو. 

ويأتي المعرض الذي انطلق في 18 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري تحت عنوان "كان يرسم وطنه"، لمناسبة الذكرى الــ 125 لميلاد بوريس إيفيموف، ويضم مجموعة ضخمة من أعماله التي أنتجها خلال مسيرته الفنية الطويلة، والتي تجاوزت 85 عاماً في صحيفة "إزفيستيا"، بما في ذلك 70 ألف رسمة كاريكاتورية توثق مختلف الأحداث التاريخية والسياسية، ولا سيما خلال الحرب العالمية الثانية.

وحضر حفل الافتتاح عدد من الشخصيات البارزة، من بينها ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، وفاسيلي تسيريتلي، رئيس الأكاديمية الروسية للفنون، إضافة إلى صحافيين وأكاديميين وخبراء عملوا مع إيفيموف.

وضم المعرض أيضاً النسخة الأصلية المفقودة من الألبوم الشهير "هتلر وعصابته".

ويتيح المعرض لزواره رحلة في تاريخ الكاريكاتور السياسي في روسيا من خلال إيفيموف الذي حوّل صراعه الشخصي والفكري إلى فن خالد.

وتخطط "إزفيستيا" من خلال المعرض لإحياء فن الكاريكاتور السياسي، وتبحث اليوم عن رسام كاريكاتوري قادر على حمل إرث بوريس إيفيموف والإسهام في مواصلة نهجه الصحافي والفني.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، خلال حفل الافتتاح إن: "معظم أعمال إيفيموف تجيب عن أسئلة اليوم. ومن الرائع أن لدينا أرشيفاً من تلك الحقبة قبل 85 عاماً، سواء من الوثائق، أم من أرشيف الأفلام والصور، أم من منظور الفنان".

من جانبه، أعرب فلاديمير تيولين، المدير العام لإزفيستيا وREN TV، عن أهمية المعرض قائلاً إن: "هذا مشروع مهم جداً لإزفيستيا، خاصة في عام يحتفل فيه البلد كله بالذكرى الــ 80 للنصر في الحرب الوطنية العظمى. تاريخ إزفيستيا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ البلاد. والحفاظ على الذاكرة هو مسؤوليتنا المباشرة وعملنا اليومي. المعرض هو نتيجة ملموسة لهذه الجهود".

يُذكر أن بوريس إيفيموف وُلد في عهد القيصر نيكولاي الثاني، وصقل مهاراته خلال سنوات الثورة، حيث طوّر أسلوبه المميز في الدعاية والسخرية السياسية.

ومنذ ثلاثينيات القرن الماضي، أصبح إيفيموف معارضاً شرساً للفاشية، حتى أدرجه هتلر في قائمة أعدائه الشخصيين.

وخلال حياته، رسم إيفيموف قادة الفاشية على شكل شياطين صغيرة، فئران وعناكب، مؤكداً من خلال رسوماته الدور التاريخي للسخرية والفن في مواجهة الاستبداد. كما قام بنشر كتابه الشهير "هتلر وعصابته"، وقد أهدى ستالين بعض الرسومات منه لتشرشل.