Far from the nile: ثقافة موسيقية واحدة لـ 12 عازفاً من 11 دولة على النيل

فيلم وثائقي ممتع بعنوان: far from the nile للمصري شريف القطشة يقدم وجبة موسيقية أصيلة من تراث 11 دولة تقع على ضفاف نهر النيل، تصاحب كامل المشاهد في الولايات المتحدة طوال 99 دقيقة.

  • فرقة العزف والغناء من ممثلي دول التيل على خشبة أميركية
    فرقة العزف والغناء من ممثلي دول النيل على خشبة أميركية

جمالية فيلم: "بعيداً عن النيل"، مزدوجة، فالعمل الذي ينتمي إلى السينما الوثائقية ونال من مهرجان القاهرة السينمائي الأخير جائزة، تتوفر فيه جميع عناصر الجذب الفني، مع حضور نغمي جميل ممتع يدفع القلب إلى الرقص وليس الأطراف فقط، طالما أن الموسيقات المعتمدة تستند إلى تراث عريق كثيراً ما أحببناه في مناسبات مختلفة لكن ليس بالكثافة التي فزنا بها خلال مشاهدة الفيلم.

لا يعيب العمل أن مخرجه هو في الوقت نفسه منتجه، ومدير تصويره، والمونتير لكل مشاهده. بل إن هذا الجمع جعل للفيلم نكهة ومساراً واضحيْ المعالم، بما يعني أن الممسك بالزمام واحد، ويدرك حيثياته بأدق التفاصيل، وقد انعكس ذلك على عفوية الشخصيات التي تظهر على الشاشة والتي سرعان ما تجد متابعين يصفقون لها.

  • الحفلة الأولى  التي أقيمت في أميركا للفريق
    الحفلة الأولى التي أقيمت في أميركا للفريق

12 موسيقياً من 11 دولة نيلية وحّدتهم موسيقى دول النهر، في تراكيب أصيلة ثابتة لأن المنبع واحد وحتى الاضافات التي تعاقبت عليها عبر العصور اتسمت بصفات متقاربة جدا جعلت من الموروث النغمي كنزاً مهماً تفخر به كل دولة على حدة، وبالتالي فإن ما فرقته السياسة وحّده التراث الموسيقي الذي كان الفيلم وفياً في نقله خصوصا وأن الكمّ الوفير ساعد على ذلك بسهولة واضحة.

اختلف العازفون ثم تصالحوا غضبوا ثم أعلنوا رضاهم وظهروا أمام الرواد في الحفلات العديدة منسجمين وسادة في لعبة الإرتجال عزفاً وغناء، لكن الأهم أننا أحببناهم واحداً واحداً وسألنا بعضهم هل سيختارون مهنة التمثيل لاحقاً بعدما لمسوا الآهات والضحكات العالية والإنسجام الكامل مع الأجواء التي رسمها الفيلم بإبداع ومهارة ندر أن حزنا على مثيل لهما في عمل سينمائي.

  • عازفتان من بلاد النيل ولقطة تذكارية في أميركا.
    عازفتان من بلاد النيل ولقطة تذكارية في أميركا

محمد أبو ذكرى، آسيا مدني، عادل ميخا، نازلي رضا، ليلى ياسر، أحمد عمر، أحمد بريزة، ونادر الشاعر، من البارزين في الفريق الذي خاض غمار عدة جولات وقدّم حفلات شملت عدداً من الولايات يشعر معها المتابعون بمدى التفاعل النموذجي مع برنامج كل حفلة، كما أن كواليس ما يدور بين العازفين كانت جاذبة ومحط سرور لدى المشاهدين من نقّاد وجمهور على حد سواء.

ما كسبناه فعلياً هو الخيارات الموسيقة والغنائية التي تابعناها بشغف وحب وتقدير لقيمتها ومستواها، وشعرنا فعلاَ أنها أضافت إلى أسماعنا كمية من الإبداع أذهلتنا لكثافتها وتنوعها ومدى دسامتها، وزاد من احترامنا للفريق كله ما قالوه بعد العرض من أنهم واحداً واحداً قرأوا واستمعوا إلى أنواع الموسيقى النيلية وأحبوها لذا كانوا قادرين على إيصالها إلينا بيسر وشفافية.