• 

إنها: غريزة الأمومة – mothers instinct – بنت عليها الكاتبتان: باربرا آبيل، وسارة كونرادت أحداثاً متناقضة لكنها تصب أخيراَ في خانة صفة الأمومة التي تنشدها النساء حتى بأسنانهن، وتدافعن عنها حتى الموت أو ارتكاب أكثر من جريمة كما حصل مع بطلة الشريط الذي نحن بصدده سيلين – آن هاثاواي – التي تمثل النموذج الصارخ للمرأة التي تدافع عن أمومتها بكل الوسائل المتاحة وتفوز.

نحن أمام نموذجين من الأمهات تمثلهما أليس – جيسيكا شاستاين – وسيلين – آن هاثاواي – تكونان في غاية السعادة حيناً ثم تنقلبان إلى عدوتين متصارعتين حتى تنزف إحداهما حتى الموت، وكل هذا بأعصاب باردة ظاهرها شيء وباطنها أشياء أخرى من نوع الأذية التي توصل إلى القتل.

المحور هم الأطفال. ونحن مع إثنين: ماكس – سايلين ب بربليتز - نجل سيلين، و ثيو – آمون باتريك أوكونيل – نجل أليس. يتعرض الأول لحادث سقوط مميت من على شرفة منزله بعدما حاولت الجارة أليس تنبيه والدته من دون نتيجة.

ويعقب ذلك تطورات تفرّق الجارتين الصديقتين وتبني عداوة مستترة بينهما، حيث تتوالى الأحداث فوالدة زوج أليس تسقط جثة هامدة في الحديقة رغم مواظبتها على أخذ أدويتها وبعد تشريح الجثة لم يتبين أنها كانت تأخذ الأدوية لأن سيلين استبدلتها بأخرى غير فاعلة.

• 

ووصلت الأمور في التصعيد حد قطع سيلين شرايين معصم يد زوجها، ما دفع أليس إلى الطلب من سيلين الإقامة عندها ريثما تهدأ الأمور، وهذا فعلته سيلين بعدما عرفت أن جارتها ستغادر الحي مع عائلتها بينما هي متعلقة بالصغير ثيو. وهنا بدأت المؤامرة الكبرى لـ سيلين لقد خدرّت أليس وزوجها بكمية قاتلة، وفعلت الأمر نفسه مع ثيو بكمية بسيطة أبقته حياً.

وبذلك باتت الساحة خالية لـ سيلين فطلبت من المحكمة تبني ثيو اليتيم ورضي الطفل. ببساطة شديدة تخلصت سيلين من الجميع وبقيت مع صديق وحيدها وإبن جارتها كبديل لإبنها الراحل. ولا شك أن إدارة هذا الفيلم بالطريقة السحرية يعود إلى موهبة المخرج بنوا ديلهوم، وحضور مذهل للطفل آمون في دور ثيو عدا خبرة عميقة في التجسيد لـ جسيكا شاستاين، وآن هاثاواي.