شريط مؤثر للغاية صُور عام 1972، أي قبل 50 عاماً بالتمام، أحداثه تدور في شهر آب /أغسطس، مع ما يعنيه ذلك من درجة حرارة لا تُحتمل، ومع ذلك قرر 3 رجال فلسطينيين أعمارهم متباعدة، (3 أجيال) أن يدخلوا إلى دولة الكويت بداخل صهريج ماء فارغ بحيث لا تضبطهم سلطات الحدود.

لم يحسب الثلاثة حساب المخاطرة التي يخوضونها في آب "اللهّاب"، لذا دفعوا حياتهم ثمن عدم تقدير ما أقدموا عليه. وقضى الثلاثة الذين جسد أدوارهم كل من: محمد خير حلواني "أبو قيس"، بسام لطفي "أسعد"، وصالح خلفي "مروان"، فيما نجا فقط سائق الصهريج "أبو الخيزران" عبد الرحمن آل رشي.

هذا الإختصار لمضمون رواية المبدع غسان كنفاني، لا يشمل العبر والمضامين التي تحملها هذه العملية، فالنقاط الأساسية تتمحور حول 3 أجيال من الفلسطينيين إبتغت رواية الكاتب الفلسطيني "رجال في الشمس"، أن تضعهم في خضم رحلة واحدة إلى مصير أفضل، لكن تشاؤم الأجواء الملبدة بغيوم قاتمة جعل المناخ السلبي يرسم هذه النهاية، خصوصاً وأنّ قائد الصهريج لم يهتم بما قد يحصل للرجال الثلاثة وتركهم لمصيرهم المؤكد ككارثة قضت عليهم.

المؤسسة العامة للسينما في سوريا، أنتجت الفيلم كما فعلت ذلك مع اللبناني الراحل برهان علوية في فيلم "كفرقاسم"، بما يعني إعطاء كل الدعم للأفلام التي تتناول القضية العربية الأولى قضية فلسطين بأشرطة عرفت نجاحاً جماهيرياً عربياً واسعاً وحازت أرفع الجوائز من مهرجانات محلية وإقليمية (التانيت الذهبي لـ: كفرقاسم).

ثناء دبسي، نجاح حفيظ، يولاند أسمر، قمر مرتضى، ليلى غانم، يوسف حنا، أحمد عداس، عدنان بركات، سعد الدين بقدونس، وسليم كلاس،كانوا من الممثلين المشاركين في الفيلم.

المخرج صالح الراحل قبل 4 سنوات، عاش حياته السينمائية مهتماً بالقضايا الوطنية في فلسطين كما في مصر وتشهد أفلامه على ذلك بدءاً من العام 1955 مع : درب المهابيل، ثم صراع الأبطال (62)، المتمردون (66)، السيد البلطي (67)، يوميات نائب في الأرياف (68)، والأيام الطويلة (80).