أفلام خالدة.. "سواق الأوتوبيس" أول وأفضل أفلام الطيّب

جماعة أفلام الصحبة كانت وراء خروج مشروع فيلم "سواق الأوتوبيس" عام 1982 إلى النور، من كاتبيه محمد خان، وبشير الديك، إلى مخرجه عاطف الطيب، وصولاً إلى بطله راعي الشريط نور الشريف.

  • لقطة من فيلم
    خلال التصوير المخرج عاطف الطيب يراقب تحضير مشهد لـ ميرفت أمين

السيناريست بشير الديك، المخرج محمد خان، المخرج داود عبد السيد، المخرج خيري بشارة، مدير التصوير سعيد شيمي، المونتيرة نادية شكري، ومعهم المخرج عاطف الطيب، شكلوا معاً ما عرف أوائل الثمانينيات بجماعة أفلام الصحبة.

جلسة بين خان والديك كانت سبباً في تحريك فيلم، عرض الأول فكرة مختصرة لسائق سيارة تاكسي ومعه في المقعد الخلفي راكب ثرثار لا يكف عن التحدث بصوت عال وحين إستطاع التوقف ترجل منها وأحرقها بالراكب.

الفكرة راقت للكاتب الديك، فسهر ليل ذلك اليوم وكتب معالجة درامية إستوحت الفكرة ومغزاها وراح معها إلى أفق آخر رصد فيه واقع الحال في الشارع المصري في حقبة أعقبت وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وشهدت عهداً مختلفاً عُرف بالإنفتاح مع خلفه الرئيس أنور السادات.

الديك وضع عنواناً مؤقتاً لنصه: "حطمت قيودي"، لكن الجميع وافقوا على إقتراح نور ومعه الممثلة نبيلة السيد، ليصبح "سواق الأوتوبيس". وأسند المشروع إلى الشاب الجديد يومها عاطف الطيب، وسرعان ما تمّ تجهيز الكاستينغ لكل الأدوار. وكانت سعادة الجميع بالغة عندما بارك الفيلم النجم المخضرم عماد حمدي، بقبوله لعب دور سلطان والد حسن (نور).

وبعد عرضه الأول، سمع عاطف الكثير من الآراء، كان أفضلها "إنه الجزء الثاني من: العزيمة"، للمخرج الكبير كمال سليم (1939) الذي يُعتبر أيقونة سينمائية عالمية. وسرعان ما صُنّف الفيلم في خانة الأفلام التي تنتقد سياسة الإنفتاح التي إعتمدها الرئيس السادات، ومعه "أهل القمة"، لعلي بدرخان، وزمن حاتم زهران، لمحمد النجار، كنموذجين بارزين في تلك الحقبة من زمن الإنفتاح.

  • حسن (نور) ووالده سلطان (عماد حمدي) في لقطة من الفيلم
    حسن (نور) ووالده سلطان (عماد حمدي) في لقطة من الفيلم

وتوفي الفنان عماد حمدي بعد تصوير الفيلم بعامين. أما المخرج الطيب فمات في عز عطائه قبل 27 عاماً عن 47 عاماً، وله في القائمة أفضل مئة فيلم مصري (6 أفلام متميزة يتصدرها سواق الأوتوبيس)، الذي يتمحور حول السائق حسن (نور) الذي يعمل في النهار سائق أوتوبيس، وفي الليل سائق سيارة تاكسي، لتلبية إحتياجات عائلته.

وتواجه السائق حسن مشكلة سداد ديون شركة والده، حيث لا تلبيه أي من أخواته. ويموت والده قبل الإطمئنان على الشركة. وضم فريق الممثلين كل من: ميرفت أمين، حسن حسني، وحيد سيف، زهرة العلا، عزيزة حلمي، وحمدي الوزير.