أفلام خالدة: "فجر الإسلام": أول دستور سماوي ينظم حياة البشر

قبل 51 عاماً ظهرت في القاهرة التحفة السينمائية "فجر الإسلام"، للمخرج صلاح أبو سيف، عن نص نموذجي للأديب عبد الحميد جودة السحار، تعاونا معاً على السيناريو الذي تُرجم على الشاشة في 136 دقيقة.

  • أربعة من أبرز أبطال فيلم صلاح أبوسيف:فجر الإسلام
    أربعة من أبرز أبطال فيلم صلاح أبوسيف: "فجر الإسلام"

النيّات الطيبة هي التي حتمت انجاز المشروع السينمائي الضخم: فجر الإسلام، فبعدما باشر مدير التصوير عبد العزيز فهمي تحضير الإنتاج لوحده وجد أن الميزانية التي بحوزته وقدرها 85 ألف جنيه يستحيل أن تنجز الفيلم، لذا بحث عن منتج مشارك ليجد رغبة جدية لأخذ المشروع على عاتقها من قبل المؤسسة المصرية العامة للسينما.

المؤسسة رصدت فوراً ميزانية 125 ألف جنيه وأسندت مهمة الإخراج إلى صلاح أبوسيف، والنص التزمه الأديب عبد الحميد جودة السحار صاحب الباع الطويل في الدراسات الإسلامية والمؤلفات، وله "محمد رسول الله" (صوّره في حلقات المخرج أحمد طنطاوي) و"نور الإسلام" (تحوّل فيلماً) و"الرسالة "(تَشارك مع توفيق الحكيم في صياغة نصه).

  • نجوى إبراهيم و عبد الرحمن علي في الفيلم
    نجوى إبراهيم و عبد الرحمن علي في الفيلم

الشريط الذي عرض عام 1971 رصد بشكل دقيق حقبة الجاهلية قبل الإسلام، في صور بالغة القتامة سيطرت على كافة طبقات المجتمع آنذاك التي عانت من فوضى عارمة وفلتان أمني وإنحلال أخلاقي، وإزاء هذا الواقع ظهر الإسلام واضاء عتمة الحياة وحوّلها إلى نعيم.

النصّ سمح لنفسه بتمريرعلاقة عاطفية نزيهة ربطت الشاب هاشم (عبد الرحمن علي) إبن زعيم القبيلة الكبرى الحارث (محمود مرسي) الظالم والبطاش، بالصبية المسلمة ليلى (نجوى إبراهيم)، لكن والدة الشاب أم هاشم (سميحة أيوب) وقفت إلى جانب إبنها ونصرته، كما حمته من موضوع الثأر لخاله، وساعدت الحارث نفسه على التوبة وإشهار إسلامه على الملأ.

  • مخرج الفيلم والمشارك في السيناريو صلاح أبو سيف
    مخرج الفيلم والمشارك في السيناريو صلاح أبو سيف

عديدة هي الأسماء الكبيرة المشاركة في العمل أمام الكاميرا، فنضيف على ما سبق: يحيى شاهين (في دور الفضل بن مالك)، أحمد خميس، عايدة عبد العزيز، حمدي أحمد، سعيد خليل، وعلي الشريف. وقام بدور حنظلة الممثل محمود فرج.

126 دقيقة هي مدة الفيلم على الشاشة، وإن كان هذا الوقت مرتفعاً في عرف المشاهدين إلا أن الإقبال الجماهيري على حضوره فاق كل التوقعات، وأعلن المخرج أبو سيف يومها "لا أملك إلاّ الشكر والعرفان لكل فرد أسهم في إنجاز هذا الفيلم الكبير.

موسيقى فؤاد الظاهري ميّزت مناخ الفيلم ومنحته خصوصية في التأثير مع تنوع الأداء بين الممثلين الكبار للشخصيات الرئيسية. ورغم عدد من الأفلام التي أضاءت تلك الحقبة من الزمن إلاّ أن: فجرالإسلام، بقي حالة مختلفة في كل عناصره.