أفلام خالدة: "موعد على العشاء": انتحار الزوجين بعد مصرع العشيق

قبل 41 سنة عرف شريط "موعد على العشاء"، للمخرج محمد خان، استقبالاً نقدياً مميزاً، للطريقة التي تناول فيها ثلاثية الزوج الزوجة والعشيق، وأسلوب التخلص من الثلاثة تفادياً لموقف لاينسجم مع آراء الجمهور.

  • لقطة من فيلم
    لقطة من فيلم "موعد على العشاء"

الموقف الذي اتخذه المخرج محمد خان صاحب قصة فيلم: موعد على العشاء، بالتخلص من الثلاثي الجهنمي: الزوج الزوجة والعشيق، في محاولة لعدم التورط في موقف من هذا الموضوع لا يُجمع عليه المشاهدون، فكان قرار التخلص من الثلاثة معاً.

المخرج خان سيد الواقعية الجديدة في السينما مع الراحل عاطف الطيب والمعاصر القوي داود عبد السيد، يعالج موضوعه بهدوء متقن، مع 3 أسماء وازنة جماهيرياً: سعاد حسني، حسين فهمي، وأحمد زكي. وهو تقاسم صياغة السيناريو مع أحد أركان الكتابة السينمائية: بشير الديك.

  • نوال - سعاد حسني، وشكري - أحمد زكي، في لقطة من الفيلم
    سعاد حسني و أحمد زكي، في لقطة من الفيلم

الحياة رتيبة في منزل السيدة نوال، أكثر الأوقات لوحدها في المنزل، رابطها بالخارج الهاتف، وتبدو كأنها تعيش وحيدة رغم وجود الزوج الميسور عزت – حسين، في حياتها لكنه كذلك بالإسم فقط، تراه نادراً وإذا حضر يكون مشغولاً عنها باتصالات لا تنقطع أبداً من دون أن تعرف طريقة للتواصل معه، أو فهم ما يجري، لذا يتواجهان في إحدى المرات ويستعر الخلاف بينهما ليصلا إلى الطلاق.

ومع وجود فراغ إضافي في حياتها مع انسحاب الزوج تحررت نوال بما فيه الكفاية  وبالتالي إختيار من تنسجم معه وتبقى إلى جانبه بود واحترام وحب حقيقي، وأول من طالعها بشخصية ودودة، صادقة، وقريبة الشاب شكري – أحمد، الذي يعمل في أحد صالونات الحلاقة النسائية ويحظى بصداقة مع الجميع ومن الجنسين.

تتطور العلاقة بين الطرفين بعفوية وتدفق مشاعر واضحة وصادقة، ورغم الطلاق تدب الغيرة في قلب عزت ولا يرتاح لمعرفة أن هناك رجلاً آخر في حياة نوال وإن تكن زوجة سابقة ويصل به حقده وغيرته العمياء أن يتدبر أمر دهس شكري بسيارته وإزاحته من حياة نوال بعدما كانا بصدد الارتباط وسط رضى كامل من المقربين إليهما.

  • نوال دعت عزت - حسين فهمي، إلى عشاء السم
    نوال دعت عزت إلى عشاء السم

الحادث الأليم لـ نوال جعلها تقتنع أن عزت يتعمّد الوقوف في وجه سعادتها فلا هو كان أميناً عليها ولا هو ترك لها فرصة محاولة العيش مع رجل آخر وتجربة أخرى. لذا قررت أن تضع حداً له بأي طريقة، فتدبرت خطة للتخلص منه انتقاماً لجريمته بحق شكري، وجعله يدفع ثمن ما جناه عليها من تعاسة وحزن وسوء حال، فتواصلت معه بإيجابية موحية بأنها تريد العودة إلى عصمته وعندما أكل الطعم بقي أن تُطعمه السم.

لم تُرد نوال إرتكاب جريمة قتل بحق عزت، بل أرادت أن تضع حداً لحظها التعس بالكامل، وكان القرار أن يموتا معاً بالسم نفسه في المكان نفسه وفي الليلة نفسها. وهذا ماحصل لطيّ الصفحة الأليمة، ومنع التداعيات من فتح ملفات أخرى تُثقل عليها وتعدها ببؤس جديد لا طاقة لها على تحمله، لتكون دعوة العشاء آخر ما أرادتها لدفن كل أحزانها.

أدار تصوير الفيلم – 105 دقائق على الشاشة - محسن نصر، وصاغ الموسيقى كمال بكير، وشارك في تجسيد باقي الأدوار: زوزو ماضي، رجاء الجداوي، إجلال زكي، أمل إبراهيم.