أمل النصر

أمل، أنت الآن أمسيت واحدة من آمالنا في السماء، فارتقيت الى حيث تمدّيننا بالأمل أكثر، بالصبر والعزيمة أكثر.

  • الطفلة اللبنانية الشهيدة أمل الدر
    الطفلة اللبنانية الشهيدة أمل الدر

أمل.. وكم من اسم تجلّى به جوهر القضية. أمل، حيث شقّ ارتقاؤها آمال الانتصار أملاً بأرض محرّرة، لا وجود لكيان غاصب فيها. 

يعزّ عليّ في كلّ مرّة أن أرثي أبناء جنوبي، أن أرثي أطفال أرضي، أطفال أرض مقاومة، شريفة، مقدّسة يفوح منها عطر الجهاد والنصر في سبيل قضية سامية. فأصغر النعوش التي تخرج من جنوبنا هي الأثقل على قلوبنا. يا ملاكاً من ملائكة الجنوب، يا وردة، يا عطراً فاح شذاه على أرض الجنوب المقدّس.. يا عطاء للقضية في سبيلها ولها.. يا أملنا.. يا أمل النصر. 

شلّت الأيادي التي أطلقت الطغيان على مسكنك، فاتخذت على الفور مسكناً أسمى وأعلى أجمل من دنيانا. لا سامح الله من سرق طفولتك. من سرق لحظات لم يعشها والداك إلى جوارك يا أمل، فتركهما بحسرة على الأيام. لكن ذلك العدو لا يعلم أنه ترك لوالديك، رغم الجراح والألم، فخراً وعزاً طوال حياتهما. ترك في زوايا ركام بيتهما المهدّم أملاً حيّة، أملاً نابضة، وألف أمل أخرى ولدت من رحم استشهادها للانتقام، للأخذ بالثأر، لإكمال المسير حتى النصر.

وترك فيهما أمل إعمار بيتهما من جديد. فأبناء الجنوب على يقين بأنّ كل ما يقدّمونه في سبيل فلسطين فداء مستحقّ. 

نحن نؤمن أن خطّ الجهاد وقضية الجنوب وفلسطين قضية دفاع وإيثار وعطاء. عطاء أرواح. ونحن بتلك الأجساد الطاهرة التي تدفن في عمق تراب الجنوب نسمو الى السماء السابعة ونستقي منها عزيمة الجبابرة، الأشداء على عدو غاصب. 

رغبت أن ترجعي الى مسقط رأسك في مجدل زون فكان المكتوب أن ترحلي من المكان الذي رغبت البقاء فيه. آمنت برسالة الإمام الصدر أن سلوك الخط القويم هو الطريق الواضح المتمثّل بالدفاع والمقاومة والاستشهاد. أمل، أنت الآن أمسيت واحدة من آمالنا في السماء، فارتقيت الى حيث تمدّيننا بالأمل أكثر، بالصبر والعزيمة أكثر، وإلى حيث دعاؤك بالنصر أقرب. 

وعداً من أبناء الجنوب، من أبناء أرضك يا أمل، أن دمك المسفوك لن يبقى من دون حساب. فلهم مثل ما لقينا يا حبيبتي، وبيننا وبينهم الأيام والليالي، بيننا وبينهم سواعد المجاهدين المرابطين المقاومين، بيننا وبينهم دمك ودم إخوانك وأخواتك في الجنوب وفلسطين وغزة وفي كل شبر مغتصب. وعداً وقسماً بدمك أننا سنثأر، سننتصر، ولو بعد حين.