أهل شجر الزيتون.. "مهرجان ليالي المسرح الحر" يتضامن مع فلسطين

"مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي" يواصل فعالياته في عمّان، ويحمل شعار "أهل شجر الزيتون"، تضامناً مع غزة وفلسطين.

  • لقطة من العرض المسرحي
    لقطة من العرض المسرحي "بدرو والنقيب"

حتى الـ4 من تموز/يوليو الجاري، تواصل فرق أردنية وعربية وأجنبية تقديم عروضها المسرحية في إطار "مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي"، في مساريه الدولي، في دورته الــ 19، والشبابي في دورته الخامسة، في "المركز الثقافي الملكي" في العاصمة الأردنية عمّان.

المهرجان، الذي تنظمة "نقابة الفنانين الأردنيين"، ووزارة الثقافة الأردنية، حمل هذا العام شعار "أهل شجر الزيتون"، في رسالة تضامنية مع القضية الفلسطينية بصورة عامة، وأهالي قطاع غزة، الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية منذ 9 أشهر، وفق ما صرح المنظمون.

وقال المخرج الأردني، خليل مصطفى، في حديث إلى "الميادين الثقافية"، إن الشعار مقتبس من اسم الفيلم التضامني، الذي تمت كتابته وإخراجه من أجل عرضه خلال الدورة الحالية من المهرجان، وبمشاركة عدد كبيرة من الفنانين المسرحيين الأردنيين، وهو من إنتاج "فرقة المسرح الحر الأردني". 

وأضاف أن فيلم "أهل شجر الزيتون" جسّد حالة "الرفض والاستنكار لما يجري من إجرام صهيوني منظّم أمام نظر العالم"، مشيراً إلى أنه وكاتب النص، الفنان علي عليان، يعملان حالياً على ترجمة الفيلم إلى اللغة الإنكليزية، بهدف نقل صورة الهمجية الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني.

مشاركة عربية ودولية

ويشارك في المهرجان، الذي حمل اسم المخرج الأردني الراحل سمير خوالدة، 14 عرضاً مسرحياً من 10 دول، هي: فلسطين، والعراق، والكويت، والسعودية، ومصر، وإسبانيا، والجزائر، وتونس، والإمارات، والأردن.

ويشمل المسار الدولي للمهرجان 7 عروض، بدأت بمسرحية "هناي" للمخرج عمر الضمور من الأردن، ثم مسرحيات "بيدرو والنقيب" للمخرج إيهاب زاهدة من فلسطين، و"حياة سعيدة" للمخرج كاظم نصار من العراق، و"ذاكرة صفراء" للمخرج حسن العلي من السعودية، و"11.14" للمخرج المعز القديري من تونس، و"سيناريو وحوار" للمخرج فيصل العبيد من الكويت.

أما عروض المسار الشبابي لمخرجين وممثلين أردنيين فتضمنت مسرحيات: "زلزال"، إخراج ميس الزعبي، و"أحلام شرقية"، إخراج نغم بطارسة، و"زمن" إخراج أحمد إسماعيل، و"هم"، إخراج دعاء العدوان، و"سرداب الذاكرة"، إخراج فارس مرجي، و"ثائر على سرير العزلة"، إخراج صلاح الدين عيسى، بينما شاركت الإمارات في مسرحية "مغامرة المملوك جابر" للمخرج أحمد عبدالله راشد.

مدير المهرجان، علي عليان، أوضح أن اختيار العروض المسرحية، ثم بين عشرات المسرحيات المتقدمة للمشاركة، وركز الاختيار على ضرورة حمل تلك المسرحيات معالجات لمشكلات وقضايا اجتماعية، وخصوصاً فيما يتعلق بالمسار الشبابي، الذي "منح هذه الفئة مساحة واسعة لإظهار مواهبهم في توظيف الفن لخدمة قضايا الشبان الاجتماعية والاقتصادية والنفسية ".

وقال عليان إن فلسطين كانت حاضرة بقوة في دورة هذا العام، والتي تتزامن مع الحرب الهمجية الإسرائيلية ضد قطاع غزة والضفة الغربية، "لذلك كانت اللجنة العليا حريصة على إلقاء الضوء على ما يجري في غزة من خلال استضافة فرقة مسرحية فلسطينية قدمت مسرحية "بيدرو والنقيب"، والتي تحاكي ما يعانيه الفلسطينيون في غياهب المعتقلات الإسرائيلية".

وذكر عليان في حديث إلى "الميادين الثقافية" أن عروض المسار الدولي ستتنافس على الذهبية والفضية والبرونزية للمسرح الحر لأفضل عمل مسرحي متكامل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وذهبية الفنان ياسر المصري لأفضل ممثل وممثلة، وجائزة الفنان سمير خوالدة لأفضل إخراج مسرحي، وجائزة "السينوغرافيا/الصورة البصرية".

كما ستتنافس عروض المسار الشبابي على الجوائز نفسها، مع إضافة ذهبية المسرح الحر لأفضل نص مسرحي مؤلف محلي، علماً بأن "الهيئة العربية للمسرح" ستمنح جوائز مالية للمسار الشبابي بهدف تحفيزه على إنتاج أعمال مسرحية مبتكرة.

وتضم لجنة التحكيم كلاً من الفنان السوداني علي المهدي، والكاتب السعودي صالح زمانان، والمخرج الأردني فراس المصري، والفنان عبد الباسط بن خليفة من الجزائر، والمخرجة باربرا بريتين من إيطاليا.

حضور كبير

امتلأ مسرح "المركز الثقافي الملكي"، الذي يتسع لما يزيد على 600 شخص، خلال العروض المسرحية التي حضرتها "الميادين الثقافية"، وشهدت تلك العروض تفاعلاً كبيراً مع أحداث المسرحيات ومشاهده، ومع الممثلين الذين نجحوا عبر أدائهم في ملامسة قلب  الجمهور وعقله، كما تصف عضو اللجنة العليا للمهرجان، رولا جرادات.

وأكدت جرادات أن الحضور الجماهيري لمسرحيات المسارين الدولي والشبابي هذا العام كان مضاعفاً مقارنة مع عدد الحضور في الدورات السابقة، "كما أن الجمهور لم يعد محصوراً في الوسطين الفني والثقافي فحسب، بل امتد أيضاً إلى فئات أخرى، ربما تحضر عروضاً مسرحية للمرة الأولى".

وقالت عضو اللجنة العليا للمهرجان إن الإقبال الجماهيري اللافت على هذه الدورة "يعكس زيادة الاهتمام بالأعمال المسرحية، وخصوصاً تلك التي تحاكي القضايا الاجتماعية وتعني الأفراد والجماعات في المنطقة العربية بصورة عامة"، متوقعة أن يرفع الحضور الجماهيري من أداء الممثلين والمخرجين، وتشعل المنافسة بين العروض المشاركة، للفوز بجوائز المهرجان السنوية.

وتشتمل فعاليات المهرجان، الذي انطلق في 29 حزيران/يونيو الماضي، على أمسية تقام في قاعة فخر النساء زيد في المركز، وتجمع بين الشعر والمسرح، ويشارك فيها الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي بعنوان "هوى فلسطين"، مثلما يشارك فيها الكاتب المسرحي هزاع البراري من خلال تقديم شهادة إبداعية.