الأردن سيرشح شجرة زيتون المهراس لقائمة اليونيسكو للتراث الثقافي

الأردن يعمل على تسجيل ملف جديد لتوثيق شجرة زيتون "المهراس" ضمن القائمة العالمية للتراث الثقافي لمنظمة "اليونيسكو". فما قصة هذه الشجرة؟

بعد تحقيقه نجاحات سابقة في إدراج عناصر من تراثه ضمن القائمة العالمية للتراث الثقافي لمنظمة "اليونيسكو"، يعمل الأردن على تسجيل ملف جديد يوثق به شجرة زيتون "المهراس" في القائمة.

وتقول هيفاء النجار، وزيرة الثقافة الأردنية، والمسؤولة في الوقت ذاته عن ملف التراث الثقافي غير المادي: "نحن في الأردن ننظر إلى شجرة الزيتون كسفيرة للمجتمع الأردني في أرجاء العالم، وهذه الشجرة تشتبك اشتباكاً إيجابياً اجتماعياً وثقافياً مع حياة الناس ومعتقداتهم ومحبتهم للأرض".

وأضافت أن هذه الشجرة "وفق الدراسات العالمية، تُعَدّ النواة الأم لسلالات الزيتون في العالم"، مشيرة إلى أن ملف الترشيح جرى إعداده بتعاون حقيقي وتشاركية كاملة مع الباحثين والقائمين على الإنتاج الزراعي والمختصين بشجرة الزيتون والمؤسسات العاملة في منتجات الزيتون ومؤسسات المجتمع المدني.

وتابعت قائلة إنه: "بالنسبة إلينا، هو تسويق المنتج الثقافي الأردني كصناعة ثقافية عالمية منافسة لها مردودها على اقتصادنا الوطني، وبالتأكيد هناك أثر اجتماعي لتعزيز اهتمام المجتمع بهذا العنصر وتعزيز ثقة المواطن واعتزازه بالمنتج الوطني".

وقالت النجار: "نعتقد أن جهودنا ستتكلل بالنجاح لإدراج المهراس في القائمة العالمية في العام 2025".

وبخلاف إنتاجه من الزيتون تتعدد فوائد شجر المهراس، سواء في استخدام أخشابه بالصناعة أو استخلاص الزيوت لإدخالها في العلاجات وصناعة بعض المستحضرات التجميلية. 

وفي عام 2023 أصدر البريد الأردني طابعاً تذكارياً تتصدره شجرة زيتون المهراس، بالتزامن مع "مهرجان الزيتون الوطني" ومعرض المنتوجات الريفية.

ويؤكد مدير هيئة تنشيط السياحة الأردنية، عبد الرزاق عربيات، إن موضوع (المهراس) يكتسب أهمية كبيرة للأردن على مستوى الترويج السياحي، موضحاً أن الهيئة أنجزت فيلماً تسويقياً بالتنسيق مع مركز البحوث الزراعية، وروجت في المعرض الدولي للبستنة 2023 (إكسبو الدوحة) لشجرة زيتون المهراس كرمز وهوية أردنية.

وأضاف عربيات أنه الآن يتم تسويقها في دول الخارج، وتحديداً في موضوع الزيت المستخرج من الشجرة التي يتجاوز عمرها ألفي عام، بالإضافة إلى رمزيته الدينية بالنسبة للديانة المسيحية.

من جانبه، قال نايف النوايسة، خبير التراث، وعضو "الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري"، إنه: "منذ 10 أعوام تنبهنا نحن الباحثين في أشكال التراث الثقافي غير المادي في الأردن إلى أهمية اختيار عناصر تراثية فريدة من نوعها لترشيحها على القائمة التمثيلية لليونسكو"، مؤكداً أن "الدراسات الزراعية والتراثية أثبتت أن هذه الشجرة من أعرق أشجار الزيتون المعمرة، والتي يصل أعمار بعضها إلى عشرات ومئات الأعوام"، الأمر الذي يؤهلها لتحمل إرثا زراعياً وثقافياً.

وأوضح النوايسة أن سبب اختيار هذه الشجرة كعنصر تراثي هو قدمها وثبات أصلها، وعراقة زراعتها في منطقة البحر المتوسط انطلاقاً من الأردن ثم انتشارها بعد ذلك في إسبانيا وإيطاليا وتونس وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية.

وتنعقد اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية مرة كل عام لبحث أوضاع العناصر المدرجة في قائمتها والبت في الملفات المرشحة للانضمام إلى القائمة. 

وسبق للأردن إدراج فن السامر كتقليد فني شعبي في عام 2018، وطبق المنسف في عام 2022 بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة "اليونيسكو".