"الاجتياح": جندي "إسرائيلي"يراجع بالصورة ما ارتكبه جيشه في جنين

سجّل المخرج الفلسطيني نزار حسن خطوة متقدمة في فيلمه الوثائقي: الاجتياح، عندما عثر على أحد الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في اجتياح جنين عام 2002 وعرض أمامه مشاهد مما ارتكبه جيش الإحتلال طوال 13 يوماً من المواجهات الضارية.

  • الجندي الإسرائيلي يشاهد ما صوره المخرج نزار حسن من دمار جنين
    "الجندي الإسرائيلي" يشاهد ما صوره المخرج نزار حسن من دمار جنين

"الإجتياح"  شريط وثائقي في ساعة للمخرج الفلسطيني نزار حسن الذي نجح في الدخول إلى جنين مع مصور بعد ساعات قليلة من خروج "القوات الإسرائيلية" منها إثر مواجهات دامية خاضتها المقاومة الفلسطينية على مدى 13 يوماً، وفاز بلقطات حية لحجم الدمار الذي أوقعته "إسرائيل" في معالم المدينة، وكانت فرصة مهمة أن وصل إلى "جندي إسرائيلي" كان في عداد القوة التي غزت المكان وأقنعه المخرج بتسجيل ردة فعله على المشاهد الحية المصورة.

  • من معالم الدمار في جنين بعد ساعات من إنسحاب الجيش الإسرائيلي
    من معالم الدمار في جنين بعد ساعات من إنسحاب الجيش الإسرائيلي

طبعاً الجندي عوقب بقسوة على ظهوره شاهداً في الفيلم بعدما قال الكثير عما واجهته القوات الإسرائيلية من مقاومة شرسة أرعبت "الإسرائيليين" الذين لم يجرؤوا على مغادرة آلياتهم أبداً، كما شرح كيفية حصول الاقتحام وحجم القوات المشاركة معترفاً بغزارة نيران المقاومين وجرأتهم في القتال.

  • ولقطة تمثل حجم الردم من المباني المهدمة في المدينة
    ولقطة تمثل حجم الردم من المباني المهدمة في المدينة

والواقع أن سياسة "إسرائيل" التدميرية هي هي، فالمشاهد التي صورها المخرج للدمار الذي طال جنين قبل 22 عاماً لا تختلف عما نواكبه من حقد وإجرام طال قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وحتى الآن. وكانت فرصة للشريط كي يُبرز وحشية العدوان وفي الوقت نفسه وضع المعتدي أمام حجم جريمته، حيث بدت على الجندي معالم الإنكسار وهو لا يعثر على كلمات يقولها سوى إنها حرب لا شيء جيداً فيها.

الفيلم رصد إشارات  على جدران الشوارع تشبه العلامات التي استعملها النازيون في الحرب الثانية كلما اجتاحوا منطقة، كما أن معظم منازل جنين التي دخلها الجنود عاثوا فيها نهباً وما لم يتمكنوا من حمله خرّبوه وكتبوا عبارات بالعبرية على الجدران.

ويورد الشريط قصة خطيبين سقط منهما الشاب شهيداً بعدما كا نا تواعدا على الزواج وإنجاب طفلين بنت تدعى مرام وصبي يسميانه شراع.

وهكذا جزء من أحلام الناس تذهب مع غدر الإحتلال وجرائمه. والفيلم أنتجه المخرج رائد أنضوني، وأدار تصويره أنطوني فوريكس، وتولت المونتاج داليا الناصر، بينما للمخرج نزار حسن العديد من العناوين الوثائقية: إستقلال، ياسمين، أسطورة، وكات.