السينما تخسر علي عبد الخالق أحد مناهضي موجة الهلس

عن 78 عاماً، توفي المخرج علي عبد الخالق بعدما هزمه السرطان، وهو المقاتل الفنان الذي أسهم في الحد من موجة الهلس التي أساءت طويلاً لتاريخ الفيلم المصري.

  • المخرج الراحل عن 78 عاماً علي عبد الخالق
    المخرج الراحل عن 78 عاماً علي عبد الخالق

تصاعدت حدة المرض مع المخرج علي عبد الخالق في الأشهر الأخيرة وطلب له الدعاء كل من زاره أو عرف بتردّي حالته الصحية، لكن القدر لم يمهله كثيراً حتى قضى عليه وكان أول من نعاه نجله هشام، وهو يشيع اليوم السبت في 3 أيلول / سبتمبر إلى مثواه الأخير.

عرف الراحل بنشاطه المكثف ضمن فريق الموجة الجديدة التي حدّت تباعاً من تمدد موجة الهلس التي إجتاحت السينما المصرية في السبعينات وأساءت إلى التاريخ العريق التي تحمله. وعمل عبد الخالق مع زملائه: عاطف الطيب، خيري بشارة، داود عبد السيد، وشكلوا بأفلامهم قوة ضاربة وسداً منيعاً نجح في رد كل الإساءات التي طالت هذه الصناعة على مدى 12 عاماً بأفلام ذات مستوى ومضمون.

كانت لهذا المخرج القليل الكلام الكثير العمل – هتشوف الصورة اللي باخدها هتعرف إيه رأيي في كل حاجة – وجهة نظر خاصة في دور الفيلم جماهيرياً وإعتبر أن الفيلم الذي يعرض ولا يحظى بردود فعل سلبية أو إيجابية يكون عملاً فاشلاً لأن دور السينما أن تكون فاعلة في محيطها ومجتمعها وإلاّ فلا ضرورة لها.

  • شريط: بئر الخيانة، صوره عام 1987 مع نور الشريف
    شريط: بئر الخيانة، صوره عام 1987 مع نور الشريف

نصف قرن بالتمام مضى على إمتهانه السينما، فهو قدم أول أفلامه الروائية الطويلة – بعد العديد من الوثائقيات والأعمال القصيرة – بعنوان: أغنية على الممر، عام 1972 وبعدها قدم محطات عديدة نوعية لكل منها خاصية تتعلق بالبلد وأهل البلد (مسافر بلا طريق، الأبالسة، جري الوحوش، الكيف، والبيضة والحجر) وإهتم بالشأن الوطني إنطلاقاً من مسؤولية تفترض دعم التوجه المناوئ لكل ما يسيء إلى صورة مصر وسمعتها ( العار، إعدام ميت، بئر الخيانة).

وإهتم الراحل في التسعينات بالأعمال للشاشة الصغيرة ومنها: نجمة الجماهير، والبوابة التانية. ثم إنكفأ منذ سنوات مهتماً بالقراءة والبحث ومشاهدة أشرطة تسد فراغ عدم التصوير لأسباب إنتاجية حيناً وصحية حيناً آخر.